معلومات التواصل

السودان،الخرطوم،الرياض

متواجدون على مدار الساعة

 

 

 

 

 

 

 

 

يحكي صالح الصياد الذي أصيب بشلل نصفي خلال فض الاعتصام أمام القيادة العامة يونيو 2019 أن اللجنة الفنية لمصابي ثورة ديسمبر المجيدة تكفلت بسفره إلى أوكرانيا لتلقي العلاج، وهناك  تم إنزاله ومصابين آخرين في مطار عسكري في منطقة حدودية مكثوا فيها ما يقارب 13 ساعة يجلسون على البلاط في ظل برد قارس.

وبعد ثلاثة أيام، بحسب الصياد، أجريت له عملية  “تركيب شريحة”، وبعدها بأسبوعين خضع لعملية خلايا جذعية أجريت له في محل سكنه على الرغم من ضرورة إجراء مثل هذه العمليات داخل غرفة عمليات معقمة ومجهزة.

يقول الصياد لـ(استقصائي) إنه يحتفظ بمقطع فيديو يوثِّق الظروف والبيئة غير الملائمة التي أجريت فيها العملية التي مازال يعاني من آثارها وآلاما شديدة نتيجة مضاعفاتها.

بعد شهرين ونصف من الآلام، طلب مستشار اللجنة الفنية الدكتور خالد  ـ وهو الطبيب الذي ركب له الشريحة في أوكرانيا ـ السفر إلى الهند لإجراء العلاج الطبيعي، مبينا أن العلاج الطبيعي بالهند سوف يكون بواسطة الليزر و السباحة بمستشفى ips

.

وفي الهند، فاجأ الطبيب الصياد بأن الشريحة التي بجسمه منذ 2013 لم تحقق أي نتائج ولابد من إزالتها وتبديلها بأخرى أمريكية وصفها بـ”الممتازة والمجربة” وأن نتائجها تظهر بعد ثلاثة أشهر فقط.

قال الصياد لـ”استقصائي” في البداية ترددت في تركيب الشريحة الأمريكية، لكني قبلت بعد ذلك، وبعد سبعة أشهر من تركيب الشريحة الأمريكية لم تتحسن حالتي الصحية، وعندما تحدثت عن أن عدم جدوى الشريحة؟ أقدمت اللجنة الفنية على ترحيلي إلى السودان.

تهديد بقطع العلاج منه

أما مدثر موسى مختار وكان طالبًا بمرحلة الأساس الصف الثامن عند إصابته في 8 رمضان 2019 بالقيادة العامة، برصاصة في الظهر تسببت في إصابته بالشلل النصفي.

ويقول مدثر الذي يجلس  على كرسي متحرك إن الإصابة أدخلته  في غيبوبة لم يفق منها خلال 17 يومًا، قضاها بمستشفى المعلم الذي أسعف إليه فور الإصابة،  إنه فوجئ مع غيره من المصابين بدخول قوات من الدعم السريع للمستشفى وأمرت بإخلاء المستشفى غير عابئة بأوضاع الثوار المصابين.

وأضاف أنه تم نقله بإسعاف إلى مستشفى الفيصل الذي قضى فيه 3 أشهر كاملة بالعناية، وتم إخراجه من أجل علاج جرحى آخرين من الثوار، لكن حالته الصحية تدهورت بعض الشيء الأمر الذي قاد إلى إعادته مرة أخرى إلى المستشفى، لكن جرى تحويله إلى رويال كير حيث أجريت له عملية هناك.

ومن رويال كير أرسلته اللجنة  للعلاج الطبيعي في الهند دون أن يطرأ أي تحسن على وضعه الصحي، مما أدى إلى سفره في وقت لاحق إلى أوكرانيا لتركيب شريحة طبية تساعده، إلا أنه علم بأن مدة صلاحية الشريحة قد انتهت ولن يستفيد من تركيبها.

وأشار إلى أن أحد الأطباء السودانيين الموجودين بأوكرانيا هدده بإعادته للسودان إذا لم يجر العملية واصفاً  بأنه لم يكن أمامه سوى إجراء العملية الفاشلة أصلًا، لافتا إلى أن الطبيب قال  له بأن الإحساس سيعود لساقيه بعد 3 أشهر من إجراء العملية ولكن لم يتم ذلك حتى اليوم.

 

شريحة أمريكية

 

ويضيف مدثر أنه تم سفره إلى الهند مرة أخرى لمقابلة أحد الأطباء الهنود الذي أخطره بأنه سيقوم بتركيب شريحة أمريكية له، ووعده بأن وضعه سيتحسن حال تركيبها له وأن الإحساس سيعود لساقيه،  ورغم أن مدثر قال إنه لم يرغب أيضًا بتركيب الشريحة الأمريكية، إلا أنه فوجئ بالطبيب الهندي أيضاً يهدده بأنه لن يجرى له علاج طبيعي ما لم يجر العملية، فرضخ لتركيب الشريحة، مبينًا أنه رغم مرور عام كامل على تركيبها إلا أن وضعه على ما هو عليه دون أن يتحسن.

 

شريحة ثالثة

وقال مدثر إن آماله في أن يشفى ويترك الكرسي ليمارس حياته الطبيعية لم تنقطع بعد وأشار إلى إجراء عملية أخرى لتركيب شريحة ثالثة لتحسين أوضاعه الخاصة وصبر عليها.

وأضاف إلى أن بجسده الآن شريحتان وقد سبق وأن أخرج الشريحة الأوكرانية، ويحاول أن يخرج الشريحة الأخيرة، وأنه اتصل بأحد الأطباء وطلب منه إخراج الشريحة إلا أن الطبيب أخبره بضرورة موافقة اللجنة التي لم يصله منها رد حتى الآن، رغم وجود تصديق بمبلغ 150 ألف يورو لعلاج 5 أشخاص، بجانب توفر ميزانية مفتوحة بالعملة المحلية لمواصلة علاجهم إلا أن أوضاع المصابين من بينهم شخصه تتدهور من يوم لآخر.

وطبقا لمدثر فإنهم عانوا أثناء العلاج بالخارج  خاصة وأنهم قضوا قرابة العام في العلاج، عاشوا خلالها دون أن  تتحسن حالاتهم الصحية على الرغم من الأموال الضخمة المتوفرة لعلاجهم.

وطالب مدثر بحل اللجنة ومحاسبة عضويتها وتشكيل لجنة أخرى تضم عدداً من  المصابين والكوادر الطبية وأن يتم تمثيل القمسيون الطبي في عضويتها.

وأضاف أنه طلب من اللجنة توفير كرسي متحرك له أو أن يتم إصلاح الكرسي الذي يتحرك به الآن، إلا أنه لم يجد منهم أي رد بل وجه له أحد أعضاء اللجنة إهانات شديدة، مشيراً  إلى أنه يحتفظ بتسجيلات صوتية تثبت ذلك.

كرسي متحرك

يحكي صديق إسحق صديق المصاب في النخاع الشوكي قصة إصابته، والتي بدأت إبان فض اعتصام القيادة العامة الدموي، حيث أصابته رصاصة في الظهر سببت له شللا نصفيا ورغم الإصابة الكبيرة لم تتركه ميليشيات العسكر ليتم إسعافه، فاعتقلته وبقي في الاعتقال لمدة 22 يوما لكنه لا يتذكر حتى الآن المكان الذي تم اعتقاله فيه.

ثم نقل لأحد المستشفيات لتجرى له عملية على حساب أسرته وبقي في المستشفى لمدة 7 أيام .

وقال إن الإصابته كانت شديدة وأجرى علاجا طبيعيا لمدة 40 يوما، ثم سافر إلى وسط دارفور التي عاد منها قبل عام .

وأوضح أنه سافر بواسطة اللجنة الفنية إلى الهند في مارس الماضي، حيث أجريت له وزرعت له شريحة في الظهر لمساعدته في الحركة بجانب عملية خلايا جذعية، إلا أن كل ذلك لم يساعده في ترك الكرسي المتحرك ولم تتحسن حالته على الإطلاق، بل إن الشريحة تسببت له في بعض الأوضاع الصحية السيئة .

ولفت إلى أنه حاول إخراج الشريحة إلا أن اللجنة رفضت توفير الأموال اللازمة لإجراء العملية بغرض إخراجها، مبينًا أن اللجنة رفضت ذلك بحجة عدم مسؤوليتها، وأوقفت العلاج الذي يتلقاه وغيره من الإجراءات.

تقرير عمر هنري

Share:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *