Categories: سياسة

بيل هوكس .. 40 عاما ضد التهميش وانحياز التاريخ

استقصائي

في مؤلفها «النضال النسوي: من الهامش إلى المركز» تنبهت بيل هوكس ((1952 – 2021) إلى انحياز التاريخ إلى الرجال المناضلين من أجل الحقوق وتنصيبهم أبطالا مقابل تجاهل أدوار النساء الأساسية واعتبارهن دائما في ركب المناضلين الرجال،أيضا ورد تفسير هذه الظاهرة في مؤلفها الذي جلب لها الشهرة (ألستُ امرأة؟) 1981، والذي كرسته لنقد صمت النساء السود وربما جميع الناس والاكتفاء بالفرجة والتصفيق للآخرين”الرجال” الذين يناضلون إنابة عنهن مما تسبب في حركة نسوية غير متماسكة وقتها وقالت ” «لأننا لم نستطع أن نرى «النسويّة» كعنصر أساسي من هُويّتنا».

في نهاية عام 2021 رحلت غلوريا جين واتكينز وهي واحدة من أكثر النساء إلهاما لبنات جنسها خلال الـ(40) سنة الماضية وتحريضا لهن للخروج من التهميش الذكوري والمجتمعي والطبقي لكونهن نساء، و ظلّت الكاتبة والمفكّرة الأفرو أميركيّة إلى يومها الأخير في الحياة، تؤمن بأن النضال النسوي هو الطريق الوحيد المؤدي بالمجتمعات إلى الحرية العرقية والمجتمعية.

غلوريا جين واتكينز، تنازلت عن اسمها الحقيقي لتستخدم اسم جدتها “بيل هوكس” في الفضاء العام وفي الكتابة، في محاولة للذهاب لنهاية الشوط لصالح تمجيد النساء الأفرو أمريكيات والاعتذار لهن عن معانات العبودية والعسف الجندري داخل وخارج مجتمعاتهن والاضطهاد الطبقي والعرقي المتواصل.

وعي بيل هوكس بالهُويتين الجندرية والعرقية، منح كتاباتها الأكاديمية لونا خاصا، ويحسب لها أنها ابتدرت النقاش حول الجندر والعرق في ظل النظام الرأسمالي الأمريكي، وكذلك استخدام النساء السود كعنصر مكمل وفي سياقاتهما الشعبية والسينمائية والأدبية. إذ انصرفت إلى تقشير الصورة المرسّخة منذ عقود عن أبناء البشرة السوداء، وتمثيلات الجسد الأنثوي تحديداً في الأفلام وفن البوب والميديا. لم يفوّت نقد هوكس أيضاً، الأبحاث الأكاديمية التي تناولت فترة العبودية، والتي استثنت معاناة النساء في ذلك الوقت. تهميش لم يلبث أن انتقل أيضاً إلى حركة الحقوق المدنيّة في أميركا خلال الخمسينيات والستينيات بتسليطها الضوء على القادة الذكور على رغم دور النساء الأساسي فيها.

أيضا في كتابها «النضال النسوي: من الهامش إلى المركز» والذي يعد أحد اهم مؤلفاتها استهجنت بيل إغراق الحركة النسوية بعبارة ” كل النساء مظلومات” لطمر حركة “النساء السود” وخصوصية حقوهن متهمة الحركة النسوية الحديثة البيضاء بهذا الفعل إضافة إلى النظام الرأسمالي والبطريركي الذي وجد في شعار ” كل النساء مظلومات”  سانحة لمنح النساء حقوقا متساوية في بعض المجالات مع الرجال، فيما يتم تقييدهن في فضاءات أخرى، ما قد يؤدي إلى إيهامهن بأنهن يملكن كلّ الخيارات كما في الحالة الأميركية.

في آخر أيامها اتجهت بيل هوكس للحفر عميقا وأن تبدأ من تأسيس المجتمع بالكتابة إلى الأطفال في الوقت الذي كان نظرها نحو الأمهات، بعد تجربة نقدية غزيرة ابتدرتها بمجموعة شعرية بداية السبعينيات بعنوان «وهناك بكينا»، قبل أن تتفرّغ في أبحاث أخرى إلى التصدي للنظرة البيضاء التي حاصرت الأفارقة الأميركيين حتى داخل بيوتهم. بيل

ammar ali

Recent Posts

بدء أعمال الاجتماع التحضيري للقوى المدنية بأديس أبابا

  استقصائي قالت تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية "تقدم"، إن الغرض من الاجتماع التحضيري للقوى السياسية…

4 أسابيع ago

الأمم المتحدة: الفيضانات الحالية تؤدي إلى تفاقم معاناة النازحين في السودان

  استقصائي قالت الأمم المتحدة أمس أن الأمطار الغزيرة والفيضانات التي تعرض لها السودان مؤخراً…

4 أسابيع ago

مدينة جدة تحتضن مباحثات أميركية سودانية .. ماذا يدور فيها؟

استقصائي يُنتظر أن تشهد مدينة جدة السعودية مباحثات سودانية أميركية للتشاور بشأن مشاركة الجيش في…

4 أسابيع ago

قبل محادثات جنيف .. عمليات التدوين المدفعي تشتعل في أمدرمان

  استقصائي أفاد شهود عيان في العاصمة الخرطوم بأن القصف المدفعي قد تجدد في مدينة…

4 أسابيع ago

مصرع 14 شخصا جراء الأمطار والسيول بالشمالية

    استقصائي   أعلنت الغرفة الفنية لطوارئ الخريف بوزارة الصحة بالولاية الشمالية في السودان…

4 أسابيع ago

تصريف مياه الأمطار بكريمة

  استقصائي كشفت وكالة السودان للأنباء، عن تصريف مياه الأمطار بمدينة كريمة، وفتح المجرى الرئيسي…

4 أسابيع ago