تقرير: محجوب عيسى
حذر خبراء ومتخصصون من انهيار قطاع الألبان في البلاد، بعد أن أشارت تقارير إلى أن إنتاج الحليب انخفض بنسبة 80% خلال أربع سنوات، بسبب مشكلات ظل يعاني منها المنتجون التقليديون من مربي الأبقار.
وأرجع خبراء ومنتجون الارتفاع المطرد في أسعار الحليب إلى 4 عوامل تتضمن ارتفاع أسعار مدخلات إنتاج الأعلاف، نفوق العجول، عدم توفر لقاحات تطعيم الماشية ، وقالوا إنها ظلت تهدد قطاع الألبان في البلاد، الذي يشهد حاليا تدهورا مريعا لن يتجاوزه القطاع إلا بتدخل مباشر من الدولة.
تراجع الإنتاج
وطبقا لغرفة منتجي الألبان في اتحاد غرف الزراعة، فإن هناك تراجعا مستمرا في إنتاج الألبان تسبب في ارتفاع أسعار الحليب ومنتجاته، حيث وصل سعر رطل الحليب في أحياء الخرطوم مؤخرا حاجز الـ 200 ج، متخطيا توقعات أكثر الناس تشاؤما، الأمر الذي انقسم حوله مستهلكو الحليب من المواطنين إلى قسمين، فبينما لجأ فريق إلى تقليل الاستهلاك آثر آخرون ترك الحليب تماما ومقاطعته.
وبحسب غرفة منتجي الألبان في اتحاد غرف الزراعة والإنتاج فإن عملية إنتاج الألبان في البلاد تواجه تعقيدات ومشكلات ظل يشهدها القطاع أبرزها ارتفاع مدخلات الإنتاج “البرسيم والعلف الأخضر والمركز” بجانب نفوق العجول حديثة الولادة وعدم توفير لقاحات تطعيم الماشية، ورهنت الغرفة خروج القطاع من الانهيار بتدخل الدولة وتوفير مدخلات الإنتاج بالإضافة إلى تفعيل دور وزارتي الزراعة والثروة الحيوانية لدعم القطاع ورعايته.
ارتفاع أسعار
وسجلت أسعار الألبان الحليب، ارتفاعاً غير مسبوق حيث قفز سعر رطل اللبن “الحليب” من 180 إلى 200 جنيه، وشكا أصحاب محال تجارية من كساد منذ إعلان التسعيرة الجديدة، ويقول يعقوب محمد (صاحب بقالة) إن ارتفاع سعر الحليب وجد رفضاً من قبل المستهلكين لجهة أن البعض قلل كمية الاستهلاك فيما أعلن البعض مقاطعتهم له واستعانوا باللبن المجفف (البدرة)، وارتفع سعر الكيلو الحليب المجفف كابو إلى (3) آلاف جنيه بدلاً عن 2800 جنيه، بينما وصل سعر لبن البدرة 2 كيلو إلى 7500 جنيه، ولم يستبعد يعقوب استمرار زيادة أسعار الألبان في الفترة القادمة، وفي السياق ذاته قال المواطن عمر فضل الله إنه في السابق كان يومياً يشتري 4 أرطال لأسرته المكونة من 7 أفراد بـ 750جنيها، بينما اليوم يضطر إلى تخصيص أكثر من ألف جنيه لشراء الكمية ذاتها أو تقليلها، مشيرا إلى أن الألبان من السلع الضرورية، التي لا يستغني عنها في الغالب الأطفال وكبار السن.
ارتفاع الطلب
من جهته، كشف الرئيس السابق لغرفة منتجي الألبان باتحاد غرف الزراعة والإنتاج الحيواني محمد عثمان كردي عن ضعف وانخفاض حاد في حجم إنتاج الألبان من 700 طن في اليوم في العام 2017 إلى 120 طنا في اليوم في العام الحالي 2021 مما أدى لشح الألبان بالولاية، وبالتالي إلى ارتفاع الطلب مقابل العرض مما تسبب في الارتفاع الكبير في أسعاره.
وعزا كردي قلة الإنتاج إلى نفوق المواليد من العجول حديثة الولادة وعدم توفر اللقاحات، الأمر الذي أدى بدوره إلى تناقص وصفه بـ”المريع” في أعداد الأبقار إضافة إلى ارتفاع تكلفة مدخلات الإنتاج ما نتج عنه تصاعد في أسعار إنتاج العلف المركز إلى أكثر من 160 ألف جنيه للطن.
تفضيل التصدير
ووفقا لـ”كردي” فإن ارتفاع تكاليف العلف شجع المنتجين على تفضيل تصدير الأعلاف المصنعة من الذرة والبرسيم والردة دون النظر لحاجة الحيوان في الداخل، مشيرا إلى أن ذلك أحدث فجوة في الأعلاف بالداخل.
وأضاف أن كل تلك الأسباب ساهمت في ارتفاع أسعار الحليب اإلى درجة فاقت طاقة المستهلك، وطالب كردي بضرورة تدخل الدولة لدعم المنتجين وانتشال القطاع من الوضع الحرج وتوفير لقاحات العجول ومدخلات إنتاج الأعلاف علاوة على إيقاف صادر الذرة والردة والبرسيم، وتفعيل دور وزارتي الزراعة والثروة الحيوانية لدعم القطاع ورعايته، ولفت إلى أن اللجوء إلى حليب البدرة يحارب المنتج المحلي ويضر بالقطاع، وقال إن قطاع الألبان في طريقه إلى الزوال محذراً من خروج المنتجين الصغار وبقاء الشركات الكبيرة التي لا يستطيع معظم المواطنين التعاطي معها لتصنيعها للألبان، وبالتالي إضافة تكاليف التصنيع على أسعار المنتجين التقليديين.