مرتزقة كولومبيا في ساحات السودان
الولايات المتحدة تفرض عقوبات مرتزقة كولومبية لدعمها قوات الدعم السريع
تقرير – استقصائي
أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية اليوم أمس عن فرض عقوبات اقتصادية على شبكة عابرة للحدود تتألف من أربعة أفراد وأربعة كيانات في خطوة تهدف إلى تقويض أحد مصادر الدعم الخارجي لقوات الدعم السريع، وتركز العقوبات على شبكة تعمل بشكل رئيسي من كولومبيا وتتخصص في تجنيد وإرسال مقاتلين محترفين إلى ساحات القتال في السودان.
وقال مسؤولون أمريكيون إن هذه الشبكة تقوم بتجنيد عسكريين كولومبيين سابقين وتزويدهم بتدريبات متخصصة قبل إرسالهم للقتال ضمن صفوف قوات الدعم السريع. ويشمل ذلك أدواراً قتالية متنوعة مثل المشاة وتشغيل المدافع والطائرات المسيرة فضلاً عن تدريب مقاتلين أطفال وهو ما يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وجاء في البيان الرسمي أن هذه الشبكة لعبت دوراً حاسماً في تعزيز القدرات القتالية لقوات الدعم السريع، وساهمت بشكل مباشر في الأحداث الدامية التي شهدتها مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، حيث يشارك المقاتلون الكولومبيون في المعارك منذ وصولهم أول مرة في سبتمبر 2024.
وأشار التحقيق الأمريكي إلى أن رأس هذه الشبكة هو ألفارو أندريس كيخانو بيسيرا، ضابط عسكري كولومبي متقاعد يحمل الجنسية الإيطالية ويقيم حاليًا في الإمارات العربية المتحدة. ويعمل كيخانو بدعم من زوجته كلوديا فيفيانا أوليفيروس التي تدير شركة “وكالة الخدمات الدولية” في بوغوتا، والتي تعمل كواجهة رسمية لعملية التجنيد.
وكشفت التحقيقات عن آلية معقدة تستخدمها الشبكة لإخفاء تحويلات الأموال، حيث تعتمد على شركة “جلوبال ستافينغ” المسجلة في بنام لتوقيع العقود واستلام الأموال نيابة عن الشركة الكولومبية. وتم اكتشاف تطابق تام بين المواقع الإلكترونية للشركتين، مما يؤكد عمق الارتباط بينهما.
وجددت الولايات المتحدة دعوتها للأطراف الدولية للتوقف عن تقديم أي دعم عسكري أو مالي للأطراف المتحاربة في السودان، مؤكدة التزامها بالبيان المشترك الصادر في سبتمبر الماضي الذي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية. ويأتي هذا الإجراء في إطار الجهود الدولية لوقف الحرب التي تسببت في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
واختتم مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الأفريقية، حديثه على منصة التواصل الاجتماعي أكس بالقول: ” تُحاسب الولايات المتحدة مرتكبي الفظائع في السودان. يجب على الأطراف قبول هدنة إنسانية لوقف العنف وإنهاء الدعم العسكري الخارجي من الدول الأجنيبة و شبكات القتلة عابرة للحدود الوطنية، مثل الكولومبيين الذين فرضنا عليهم عقوبات اليوم. تعكس هذه الإجراءات التزامنا بتعزيز السلام ودعم الشعب السوداني.
