مستشفى عطبرة .. عرض أخر لمرض أسمه المليشيات
استقصائي تقارير
“حادثة عرضية” ذلك هو التوصيف الذي حمله بيان اللجنة الأمنية لولاية نهر النيل لما حدث في مستشفى عطبرة مساء الإثنين حيث شهدت المدينة حادثة مروعة مساء أمس، بعد إطلاق نار من قبل مجموعة مسلحة داخل مستشفى عطبرة التعليمي، وتحديداً في عنبر الجراحة، مما أدى إلى مقتل ثلاثة مواطنين وإصابة ستة آخرين، بينهم أحد أفراد الطاقم الطبي، في اعتداء صارخ على حرمة المؤسسات العلاجية وحياة المدنيين
استخدام اللجنة الأمنية لتوصيف “حادثة عرضية” كان بمثابة نفي لوجود مواجهات مسلحة بين القوات الأمنية والقوى المشتركة لحركات سلام دارفور وعقب الحادث حملت جهات متعددة القوات المشتركة مسؤولية ما جرى مع مطالبات متعددة بمغادرة منسوبيها من المسلحين المدن الأمنة
حيث قال بيان صادر عن تنسيقية لجان مقاومة عطبرة أن «مليشيا القوات المشتركة» تتحمل مسؤولية الحادث واقتحمت المستشفى دون أي احترام لحرمة المكان أو حياة المرضى، وأشارت إلى أن الحادثة أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة اثنين آخرين نُقلا إلى العناية المكثفة، واعتبرت أن هذه الحادثة تؤكد استهتار الحركات المسلحة بحياة المدنيين وسلامة المرافق الصحية،
ورغم تداول حسابات في وسائط التواصل الاجتماعي لفيديوهات وصورة بطاقة لأحد منسوبي حركات الكفاح المسلح بالتورط في الحادث صدر بيان من قوى الكفاح المسلح نفت من خلاله صلة قواتها بما حدث
بحسب البيان فقد نفت القوة المشتركة وبشكل قاطع أن الحادثة لا تمت بأي صلة للقوة ، لا من قريب ولا من بعيد، وما يتم ترويجه في هذا الصدد عارٍ تمامًا من الصحة وأكدت التزامها التام بحماية المواطن والوطن، وأنها تعمل ضمن القانون والضوابط الرسمية، ولن تتهاون مع أي تصرفات فردية أو محاولات لزعزعة الأمن والاستقرار وطالب البيان من وسائل الإعلام تحري الدقة والمصداقية وعدم الانسياق وراء الشائعات التي تستـهدف تشويه صورة القوة المشتركة وهو البيان الموقع عليه باسم المشتركة الدامر
في بيانها المنشور شددت لجنة أمن ولاية نهر النيل على أن الحادثة عرضية بحتة ولا تحمل أي أبعاد سياسية أو عسكرية أو أمنية، داعية المواطنين إلى عدم الانسياق وراء الشائعات والتحلي بالمسؤولية في تداول المعلومات
حسناً تحول مستشفى عطبرة لساحة اعدام بواسطة سلاح المليشيات لم يكن المشهد الأول في سودان “الفوضى” قبل يومان فقط شهد مستشفى بشائر في جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، حالة من الفوضى والهلع بعد أن هدد جندي يتبع لقوات مناوي، المنضوية ضمن القوات المشتركة، بتفجير المستشفى بواسطة قنبلة يدوية.
ووفقًا لمصادر طبية، فإن الحادثة وقعت عقب تلقي الجندي نبأ وفاة أحد زملائه المصابين، ما دفعه إلى تهديد الطواقم الطبية والإدارية، وأدى إلى حالة من الهروب الجماعي للعاملين والمرضى ومرافقيهم وسبق حادث المستشفى مواجهة بين قوات الجيش والقوات المشتركة في جنوب الخرطوم وهو المشهد الذي تكرر في صالحة جنوب امدرمان حيث تصارعت القوات المتقاطعة
حين فقد الناس في عطبرة الشعور بالأمان في عقر دورهم وفي مستشفياتهم بسبب فوضى السلاح وميلشياته خرجوا شاهرين هتافاتهم مطالبين بإخلاء مدينتهم من المظاهر العسكرية حيث إن خروج كافة المظاهر العسكرية (الدوريات،الارتكازات، المعسكرات) التابعة لأي فصيل مسلح من داخل المدن هو خطوة أولى وحاسمة لاستعادة الثقة والأمان خاصه ان وجود الأسلحة الثقيلة والمقاتلين في الشوارع يرسخ حالة الحرب ويمنع عودة الحياة الطبيعية
موكب عطبرة الرافض للوجود المسلح في قلب المدينة بدأ وكأنه رفض للبيان الرسمي الذي وصف ما حدث بأنه مجرد حادثة عرضية بالنسبة لمواطني المدينة هذه الفوضى العسكرية والمظاهر المسلحة في مدينتهم ليست مجرد إزعاج؛ إنها حكم بالإعدام اليومي على المواطنين العزل السلاح الذي يُفترض أن يحمي، أصبح الأداة الرئيسية “للترهيب” والقتل العشوائي إطلاق النار داخل منشأة طبية، ليس مجرد خرق للقانون ، بل هو انهيار لمنظومة الدولة والمجتمع هو أكثر من كونه مجرد حادث عرضي عطبرة ما حدث في المستشفى هو مجرد “عرض” لكن لتمدد مرض ووباء المليشيات في سودان الحرب
المفارقة أن بيان منشور في الصفحة الرسمية للقوات المشتركة قالت فيه ” فيما يلي حدث مستشفى عطبرة و ما تبعها لم تصدر القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح اي بيان بشأن الحدث حتى اللحظة عليه #ننبه كل البيانات المتداولة اصدرتها جهات تسعى لأغراض في نفسها مما يعني أنها لم تصدر عن القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح وانكار بيانات انكار المسؤولية تؤكد على حقيقة مفادها ان البلاد في زمن الحرب الموت فيها ليست حدثاً عرضيا وانما تعبير حقيقي عن “مجد البندقية” التي يمكن أن تغتال المرضي في المشافي ودون شعور بالذنب.
