معلومات التواصل

السودان،الخرطوم،الرياض

متواجدون على مدار الساعة

حول تصاعد الانتهاكات و”حرب المسيّرات” ضد المدنيين والبنية التحتية في السودان

تقرير – رحاب مبارك

في إطار مواصلتي لرصد وتوثيق الانتهاكات والجرائم التي تُرتكب بحق المدنيين في السودان منذ اندلاع الحرب، أود تسليط الضوء على تطورات مقلقة شهدها شهر مايو 2025، تمثلت في تصعيد خطير لما يمكن تسميته بـ”حرب المسيّرات”، التي استهدفت بصورة ممنهجة البنى التحتية الحيوية ومناطق مدنية في عدد من المدن السودانية.

أولاً: القصف بالطائرات المسيّرة على المدن السودانية
منذ مطلع مايو، شنت قوات الدعم السريع سلسلة من الهجمات بالطائرات المسيّرة استهدفت ما يلي:
•   مدينة بورتسودان: تعرضت المدينة لقصف شبه يومي طال مطار بورتسودان (المدرج الرئيسي)، القاعدة العسكرية فلامنغو، الكلية الجوية، معسكرات سلالاب، المخزون الرئيسي للمحروقات، ميناء بورتسودان الجنوبي، ميناء سواكن، محطة الكهرباء، وفندق مارينا، إضافة لمواقع مدنية متفرقة.
•   مدينة كسلا: استهدفت المسيّرات مطار كسلا أكثر من مرة، ما أدى إلى احتراق مخزون المحروقات بالكامل داخل مستودعات المطار.
•   مدينة كوستي: استهداف مخازن الوقود.
•   مدن عطبرة، مروي، الدبة: استهدفت المسيّرات محطات الكهرباء ومخازن المحروقات وسوق البصل.
•   مدينة الأبيض: طالت إحدى الغارات سجن الأبيض، مما أدى إلى مقتل 19 نزيلاً وإصابة 45 آخرين بجروح متفاوتة.
•   كما استُهدفت مدن كنانة، تندلتي، شندي، ربك، وأم درمان في هجمات متفرقة، تركّزت على المرافق الخدمية والاقتصادية.

ثانياً: ضحايا ومآسٍ إنسانية جراء القصف والتصعيد الأمني
•   بتاريخ 8 مايو 2025، قُتلت فتاتان وأُصيب آخرون إثر ضربة مسيّرة استهدفت حي دار السلام بمدينة أم درمان.
•   في 9 مايو 2025، تم تسجيل عدة حالات سرقة في حي ترانزيت بمدينة بورتسودان، بعد إخلاء السكان لمنازلهم عقب استهداف الميناء.
•   بتاريخ 10 مايو 2025، استمر تدفق اللاجئين إلى مدينة الدبة من ولايات دارفور وكردفان، كما أُجلي المئات من محلية غبيش بولاية غرب كردفان إلى الريف الشمالي نتيجة تدهور الأوضاع الإنسانية.
•   في اليوم نفسه، قُتل كلٌ من: فاطمة محمد عبدالرحمن، أحمد عبدالله (المعروف بـ أحمد سلو)، كلثوم عبدالله، وهارون عبدالله عقب اجتياح منطقة شُقرة.

ثالثاً: انتهاكات حقوقية وصحية
•   بتاريخ 11 مايو 2025، تم اعتقال الصحفي منير التريكي من منزله في منطقة نوري بواسطة جهاز الأمن المحلي.
•   منذ بداية مايو، لوحظ انتشار مقلق لمرض التهاب الكبد الفيروسي (فيروس سي) في منطقة غرب كسلا.
•   وفاة الشاب محمد علي شريف داخل معتقلات الدعم السريع، بعد احتجازه لعدة أشهر. وهو من أبناء امتداد الدرجة الثالثة مربع 13 بمدينة الخرطوم.

رابعاً: تصاعد العنف العرقي
بتاريخ 11 مايو 2025، نفذت قوات “درع السودان” و”كتائب البراء بن مالك” عمليات تصفية استهدفت مواطنين من قبائل الرزيقات في ولاية سنار، شملت الطالبة هديل أحمد حسين (من جامعة سنار)، وشيخ المنطقة، و35 مواطناً آخرين، جرى تصفيتهم على خلفية عرقية، في انتهاك جسيم للقانون الإنساني الدولي.

ختاماً،
إننا في محامو الطوارئ والشبكة السودانية لحقوق الإنسان، نؤكد استمرارنا في رصد هذه الجرائم والانتهاكات الجسيمة، ونطالب المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الإقليمية والدولية بالتدخل العاجل لحماية المدنيين، ووقف استهداف المدن والبنية التحتية الحيوية، ومحاسبة المتورطين في ارتكاب هذه الجرائم.

Share:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *