تباينت ردود الفعل على الاتفاق المثير للجدل بين الحزب الشيوعى وشيخ الطريقة القادرية بمنطقة كدباس الشيخ محمد حاج حمد الجعلي الذي قضي ببناء جبهة عريضة من قوى الثورة لإسقاط الانقلاب بجانب الاتفاق على مسائل أخرى .
ووجد الأمر حظه من اهتمام المراقبين للشأن السياسي والتداول الواسع على وسائل التواصل الاجتماعي التي انقسمت آراء روادها الذين رأي بعضهم أن ماحدث تنازل من الحزب وتحول في موقفه تجاه الجلوس مع القوى الأخرى والقبول بالعملية السياسية فيما اعتبر مراقبون الخطوة بريق أمل على الأقل نحو تحقيق وحدة قوى الثورة الغائبة منذ إجراءات البرهان بسبب الخلافات بين القوى السياسية.
و كشف بيان مشترك للطرفين عن عقد اجتماع بينهما بحضور وفد الحزب الشيوعى من مركز الحزب، ومناطق: عطبرة، الدامر، بربر والباوقة بهدف توضيح دور الحزب حول ما يجري في الساحة السياسية والموقف من انقلاب 25 أكتوبر 2021.
بالإضافة إلى طرح الحلول بهدف الوصول لرؤية لاتفاق مشترك، بجانب طرح بعض القضايا الخاصة بالمنطقة وولاية نهر النيل حيث تم التوصل لاتفاق حول عدة قضايا أبرزها بناء جبهة عريضة من قوى الثورة على أساس إسقاط انقلاب 25 أكتوبر 2021، بجانب خروج المكون العسكري من العملية السياسية خروجاً نهائياً وشاملاً، وأيلولة كل الشركات التابعة للأجهزة النظامية لولاية وزارة المالية.
واشتمل البرنامج أيضا على أن تكون حكومة الفترة الانتقالية مدنية بالكامل –
كما تم التأكيد على المحاسبة الجنائية والعدالة الانتقالية لكل الجرائم التي ارتكبت منذ انقلاب الإنقاذ وبعد “11” أبريل 2019 وبعد انقلاب ” 25″ أكتوبر 2021 وحتى الآن والالتزام بمبدأ عدم الإفلات من العقاب.
وتطرق الاتفاق تفكيك وتصفية نظام الإنقاذ وكل مؤسساته وإلغاء كل القرارات التي صدرت بعد انقلاب 25 أكتوبر 2021 وعدم العودة للوثيقة الدستورية أغسطس 2019، مع دعم لجنة التفكيك بكل الاحتياجات اللوجستية والمالية والقضائية وغيرها.
وأكد البرنامج كذلك، على إعادة بناء اقتصاد وطني مستقل ومختلط يعمل على توفير حياة كريمة لجماهير الشعب السوداني وتنمية متوازنة على ضوء البرنامج الإسعافي والمؤتمر الاقتصادي الأول.
وشمل البرنامج كذلك، إرساء قواعد سياسة خارجية متوازنة تحقق السيادة الوطنية بعيدا عن سياسة المحاور وتصب في مصلحة الشعب السوداني، ووضع الترتيبات الأمنية للقوات النظامية وفق الترتيبات المتعارف عليها وحل المليشيات ونزع سلاحها.
وبناء أسس السلام العادل الشامل بمخاطبة جذور الحرب الأهلية والأزمة الوطنية العامة ووقف الحرب والعمل على عودة النازحين واللاجئين إلى قراهم الاصلية آمنين من الخوف والجوع وتمكنهم من الانتاج .
ودعا البيان كذلك، إلى عقد المؤتمر الدستوري القومي بعد تهيئة المناخ اللازم والذي لا يستثني أحداً لمناقشة القضايا المصيرية والتحديات التي تواجه السودان ووضع دستور دائم له، بجانب عمل إعلان دستوري لاستيعاب هذا البرنامج وكيفية تنفيذه، على ألا تتجاوز الفترة الانتقالية 4 سنوات.
القيادى بالحزب الشيوعي كمال كرار، نفى من جانبه انضمام الحزب لمبادرة شيخ كدباس، وقال إن الاجتماع الذي انعقد بين وفد الحزب ومبادرة كدباس بنهر النيل شهد تأكيد موقفهم الثابت والذي تم إرساله في خطاب مسبقا.
وقال كرار لـ “استقصائي” إن اجتماع كدباس لا يعتبر اتجاها من الحزب للحلول السياسية رغم تمسكه باللاءات الثلاث مشيرا إلى أن الاجتماع في خانة هذه اللاءات وأولها إسقاط الانقلاب وعدم التفاوض معه.
وأكد أن الحزب تلقى دعوة من مبادرة الشيخ محمد حاج حمد الجعلي شيخ كدباس، وتم الرد عليها بتسليمهم موقف ووجهة نظر الحزب الشيوعي المتمثلة في التغيير الجذري وإسقاط النظام، لافتا إلى زيارة وفد الحزب لنهر النيل ليس للانضمام للمبادرة ولكن حتى يفهموا وجهة نظرنا عبر خطاب مكتوب ردا على دعوتهم التي كانت مكتوبة وقال “الحزب قدم في الخطاب وجهة نظره المتعلقة بالتغيير الجذري، وهم قالوا إنه ليس لديهم اعتراض على ما ذكرناه”.
وأكد كمال تمسك الحزب بوجهة نظره المعلنة بإسقاط النظام وإبعاد العسكر من السلطة وأن فحوى اللقاء هو تأكيدهم على ما تم إعلانه في البيان التاسيسي لمركز التغيير الجذري الموحد الذي تضمن نقاطا من بينها إسقاط الانقلاب وقيام حكومة مدنية لمدة “4” سنوات، وأضاف “بدورهم ذكروا أنه ليس لديهم خلاف على هذه النقاط”.
المحلل السياسي مصعب محمد علي قال لـ” استقصائي” إن بيان الحزب الشيوعي يمكن قراءته في سياق القبول بمبادرة شيخ كدباس بضرورة توحيد قوى الثورة، والتي كان الحزب الشيوعي قد رفض الجلوس مع قوى الحرية والتغيير كتحالف.
وأضاف أن البيان يمكن أن يكون تراجعا عن الموقف الأول خصوصاً وأنه تضمن حديثاً عن وحدة قوى الثورة، وبالتالي البيان يشير إلى أن الحزب الشيوعي قد يقود تحالفا جديدا يضم قوى سياسية مختلفة.
وكان بيان مشترك بين الحزب الشيوعي وآلية وحدة قوى الثورة، كشف عن انعقاد اجتماع بين وفد الحزب الشيوعي مع آلية شيخ كدباس، بهدف توضيح دور الحزب حول ما يدور في الساحة السياسية والموقف من انقلاب 25 أكتوبر 2021، وطرح الحلول بهدف الوصول لرؤية لاتفاق مشترك بالإضافة لطرح بعض القضايا الخاصة بالمنطقة وولاية نهر النيل.
رندا عبدالله