تمكنت شابات من تحويل “هواياتهن” إلى “بزنس”، وذلك بعد أن أجبرتهن “البطالة” على خلق فرص عمل خاص بهن يناسب إمكاناتهن ويستوعب مهاراتهن ويوظِّف مواهبهن.
فبمجرد أن تخرجت جليلة حماد من كلية الزراعة، لم تتردد في الاهتمام بصقل موهبتها في “الصناعات اليدوية” فاشتغلت بصناعة الأساور والسلاسل والإكسسوارات وأدوات الزينة.
تعتمد جليلة في مشغولاتها على إعادة تدوير بعض المواد مثل الخرز والخيوط والجلود والقطع المعدنية التي تتحصل عليها من سوق أم درمان.
تقول جليلة إنها تعرض منتجاتها، بشكل ثابت، أمام كلية كمبوني بشارع القصر حيث تُعرض الكتب، وكذلك في المعارض والندوات التي تقام، من حين لآخر، والتي تتوفر فيها مساحة للبازارات.
وعلى الرغم من أن جليلة لم تتلق أي دعم أو تمويل، من أي جهة، طيلة مشوارها، غلأا أنها عقدت العزم على المواصلة والاستمرار في هوايتها قبل أن تكون مصدرًا للرزق، إلى أن استطاعت أن تصنع لها اسما وزبائن معتادين، مما ييسر لها أن تجني أرباحا وفوائد مادية مجزية. كما أن جليلة تحماد أصبحت مدَّربة من خلال مزوالتها لهذا العمل لعدة سنين، حيث تدرّب الشابات الطامحات لتعّلم حرفة صناعة المشغولات اليدوية وأدوات الزينة.
سمرية عبدالله.. تعلمت صناعة الإكسسوارات وكافة أدوات الزينة من حِلق وقلادات وأساور وأقراط، من والدتها أولاً، و رغم التحديات التي كانت تقف عقبة أمامها، إلا أن شغفها بممارسة هذا الفن، قادها إلى التغلب على المعضلات التي واجهتها، واستمرت في ممارستها حتى نالت شهادة من جامعة السودان، ومن ثم نزلت إلى سوق العمل كمحترفة، من عام 2016م وما زالت تمارس هذا العمل حتى الآن.
وسمرية عبدالله والتي تعرض منتوجاتها في جامعة الخرطوم كلية الآداب بشكل رئيسي، وفي المعارض والمناسبات ذات الصلة في بعض الأحيان بالإضافة إلى اعتمادها على الميديا، شأنها شأن زميلتها جليلة تحماد، فهي أيضًا لم تجد في بداية مشوارها أي سندً أو دعم، بل كافحت لوحدها، إلى أن بلغت مبتغاها، حيث تقول سمرية إنها الآن تجني من هذا العمل دخلا ماديًا مجزيا يمكنها من أن تعتاش منه، وهي أيضًا تجلب المواد الخام المتمثلة في، الخزر والخيوط والمواد المعدنية، من سوق أم درمان، ومن ثم تقبل على تشكيلها فنيًا معتمدة في ذلك على خيالها ورؤاها الجمالية الخاصة إلى جانب خبرتها الطويلة. هذا وأن سمرية عبدالله في الأصل تتمتع بروح فنان؛ إذ إنها مهتمة بالأدب والفنون، وتكتب الشعر والقصة القصيرة.
سعدية محجوي… والتي تعرف بسعدوش من جبال النوبة مستقرة ببورتسودان، طالبة آداب، لغة انجليزية وإعلام. وهي مصورة فوتوغراف، مغنية راب، ومصصمة أزياء. دخلت سعدية في مجال التصميم حديثًا، إلا أنها حجزت لاسمها مكانا في سوق العمل والمنافسة، وذلك لأنها تصمم أزياء إفريقية شبه فريدة، حيث تنتج سعدوش قمصان كنقولي نسائي ورجالي تصنعها من قماش كنقولي يتم جلبه من كينيا ويوغندا، وقماش دمورية وكتان تتحصل عليه من داخل السودان.
عندما دخلت سعدية محجوي في عام 2022م مجال تصميم الأزياء وكانت قد تعلمت هذه الحرفة لوحدها، كان ذلك بدافع الاقتصاد ودافع آخر، كما تقول، وهو الترويج للأفريقانية في ظل التعريب الحاصل بالبلاد. وكانت سعدية لم تواجه أي صعوبات سواء كان من حيث التمويل أو من حيث التسويق، وذلك لأنها دخلت بناء على تخطيط ودراسة، ولذلك قد وفرت الرأسمال مسبقا وكذلك درست السوق جيدًا. وتعتمد سعدوش في تسويق منتجاتها على منصات التواصل الاجتماعي والانترنت بصورة عامة، وهي تقوم بالتصميم والتسويق، وهناك من يعمل معها في عملية التطريز، وتقول سعدية محجوي إن لهذا العمل جدوى مادية مجزية.
يذكر أن أغلب من ممتهني صناعة الإكسسوارات والأساور وكافة أدوات الزينة من الحرف التي تعتمد على الهواية ومعرفة إعادة تشكيل الأشياء جماليًا هن سيدات، ومؤخرا أصبح لهذه الصناعة في السودان، صنَّاع وأسواق ومحبون من خاصة من الشباب والشابات الذين يسعون لإبراز أنفسهم وهوياتهم بصورة مختلفة، كل على حسب ذائقته الجمالية .