تفشي الكوليرا في ولاية الخرطوم :  أم درمان تُحتضر وسط انهيار الخدمات الصحية وصمت  رسمي

تفشي الكوليرا في ولاية الخرطوم

أم درمان تُحتضر وسط انهيار الخدمات الصحية وصمت  رسمي

تقرير – مصعب محمد علي | 24 مايو 2025م

قالت منظمة أطباء بالا حدود أن (2500) حالة اشتباه بالكوليرا خلال (3) أسابيع في ولاية الخرطوم منها (500) حالة أول أمس فقط وقال ذوي مرضى لـ(استقصائي) أن عدد من الحالات لم تصل المستشقيات ويفضل أهلها العلاج في المنزل لانعدام الأسرة وصعوبة الحصول على الخدمة الطبية فيما اطلق اطباء ومتطوعون ندأ عاجل للمجتمع الدولي للتدخل موجها نقدا للسلطات التي لم تتحرك بحجم الكارثة على حد قولهم

مركز الحجر اتملأ

تواجه مدينة أم درمان، تفشيًا سريعًا وخطيرًا لوباء الكوليرا، في ظل انهيار شبه كامل للخدمات الصحية، ونقص حاد في المياه النظيفة والكهرباء، وسط صمت حكومي وانتقادات متصاعدة من الأطقم الطبية والمتطوعين وقال أحد فريق أطباء بلا حدود أن الحالات في مستشفى النو تعالج في الشراع لأن مركز الحجر إمتلأ

أكثر من 500 إصابة والطوادر في خطر

قال الدكتور مهند الفاتح من مستشفى النو إن عدد الحالات المؤكدة تجاوز 521، مع تسجيل وفيات متزايدة في مستشفيات الأمين حامد وبشائر والمراكز التركية. وأوضح: “الوضع كارثي. لا كهرباء، المياه ملوثة، والمراكز مكتظة بالمصابين. الناس عاجزة عن استيعاب حجم الكارثة”. وأشار إلى نقص حاد في أدوات الوقاية والمعقمات، مما يعرّض الكوادر الطبية لخطر مباشر.

نقص في العلاج وانتشار للعدوى

افادت كوادر طبية استقصائي أن أعداد الاصبابت التي تصل إلى المستشفيات في ارتفاع مستمر وقلت وعد متطوعة بمستشفى النو  إن معدل الإصابات وصل إلى أكثر من 100 حالة يومياً، مع نفاد محاليل الإرواء الفموي من المستشفيات والصيدليات. وأكدت أن بعض المرضى يُعالجون في العراء، بينما يضطر آخرون لجلب المياه من النيل بعد انقطاع الإمدادات، ما يسهم في تفاقم العدوى.

موت في المنازل

الدكتور علي جباي أشار إلى أن بعض المرضى يموتون في منازلهم قبل الوصول إلى المستشفيات، فيما تُدفن الجثامين دون اتباع بروتوكولات الوقاية من الأوبئة. وأضاف أن “النقص الحاد في الكوادر الطبية يزيد من تعقيد الأزمة”.

المرض يتمدد من مناطق النزوح

قال مصعب الجاك، أحد المصابين وعضو في فرق المتطوعين لـ(استقصائي)، إن انتشار المرض بدأ قبل ثلاثة أسابيع بين النازحين من مناطق الحرب، حيث يختلط الصرف الصحي بمصادر المياه وصرّح قائلاً: “الكوليرا قاتلة، قد تؤدي إلى الوفاة خلال ساعات إن لم تُعالج فوراً”. وأشار إلى اختلاط المرضى بمرافقيهم بسبب ضعف نظم العزل، مطالباً بتطعيم عاجل وتوفير اللقاحات الثلاثية.

نداء عاجل

نداءات عاجلة في ظل غياب حكومي

شهادات من المستشفيات تفيد بأن وزارة الصحة لم توفر المستلزمات الأساسية، ولم تمنح المنظمات الإنسانية حرية التحرك الكافية. وقالت مرافقات لمرضى إن الجرادل تُستخدم كدورات مياه تحت الأسرة، والذباب يتجول بين الطعام والأدوية، في مشهد يلخص عمق الانهيار الصحي.

تحذير من كارثة أوسع

فيما تصف الأطقم الطبية الوضع بأنه “خرج عن السيطرة”، حذّر الأطباء من أن استمرار التدهور قد يوسّع نطاق الوباء ليشمل مناطق أخرى من البلاد وبين غياب التنسيق الرسمي، وعدم التحرك وفق تقديرات حجم الكارثة وتنامي أعداد المرضى، يواجه السودان تحدياً صحياً بالغ الخطورة، قد يفضي إلى أزمة إنسانية ما لم يُتخذ تحرك عاجل من المجتمع الدولي.