خلافات حكومية تحوِّل مستشفى حديثا في المتمة إلى مجرد “عيادة”

تسببت خلافات بين إدارات حكومية في حرمان مواطني 25 قرية بريفي المتمة من التمتع بخدمات أقرب المستشفيات من مناطق سكناهم.

ففي الوقت الذي يحظى فيه  مستشفى الجكيكة – ريفي المتمة – بمواصفات عالية ويتوفر على أحد احدث التجهيزات الطبية، مثل الأشعة المقطعية، ورسم المخ، وقسم مجهز لحضانات الأطفال، هذا إلى جانب مشرحة، كما تتوفر فيه 250سريرا، وثلاث سيارات إسعاف، إلا أنه يقف عاجزا عن تقديم الخدمة منذ 11 عاما.

• عجز وعدم ارداة

ورغم كل هذه التجهيزات يعجز المستشفى عن تلبية تقديم خدمات  طبية تماثل هذه التجهيزات، بسبب عدم تعيين الكادر المؤهل، اطباء وفنيين وممرضين، وعزا مدير المستشفى بهاء الدين عثمان وهو الطبيب العمومي،  ذلك الى أن وزارة الصحة الولائية تفتقر الى الارادة في اتخاذ قرار يمكن المستشفى من العمل، كما حمل عثمان ولاية نهر النيل مسؤولية عدم تشغيل المستشفى، وقال لـ”استقصائي” إن عدم توفير كوادر متخصصة أفقد المستشفى الثقة عند الأهالي، فأصبح عندهم مثل أي عيادة.

ويؤكد عثمان على أنهم دفعوا بخطابات عديدة لولاية نهر النيل ولوزارة الصحة من أجل تشغيل المستشفى، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 25 قرية في منطقة المتمة في حاجة ملحة لخدمات المستشفى، وقال إن هناك ثلاثة معامل مجهزة تقدم فقط  التحاليل الشائعة البسيطة.

• صراع قديم

وكشف المواطن حسن فضل الله عن اسباب عدم تشغيل المستشفى بعد افتتاحه في العام 2011، وقال إن الصراع بين إدارة صندوق الخدمات الطبية ووزارة الصحة في عهد مأمون حميدة، كان سببا في عدم تشغيل المستشفى وقال إن وزارة الصحة امتنعت عن التعينات بحجة عدم قدرتها المالية، بينما يرى الصندوق أن المستشفى يقع ضمن دائرة اختصاص وزارة الصحة، فاصبح المستشفى ضحية لهذه الصراعات، التي جعلته  معطلا وبلاكوادر، وأكد فضل الله على أن اهالي المنطقة دفعوا بخطابات الى كل ولاة  نهر  النيل الذين تعاقبوا بما فيهم الوالي الحالي، ولم يحركوا اي ساكن، ولفت فضل الله إلى أن المستشفى صمم على أن يقدم خدمات طبية لاكثر من 25 قرية ريفي المتمة، وتمزيق فاتورة العلاج بالعاصمة، لجهة أنها مجهزة أكثر من المستشفيات الحكومية في العاصمة والاقاليم.

• خطاب للوالي المكلف

وبدوره قال  المواطن طارق حسن  إن لجنة مكونة من خمس قرى في شهر مايو هذا العام دفعت بخطاب الى والى ولاية نهر النيل المكلف  محمد البدوي عبدالماجد طالبت فيه بتشغيل المستشفى، واوضحوا له  المواصفات التي يتمتع بها المستشفى، واحتياج المناطق التي يقدر عدد سكانها بالالاف، ولم يتلق الاهالي ردا على مطالبتهم.

  مصعب محمد علي