جعفر حسن : بيان الرباعية يتطابق مع رؤيتنا لحماية المدنيين واستبعاد المتطرفين
عداء الإسلاميين لمصر والسعودية تاريخي وكشفه بيان الرباعية
الأهم أن البيان استثنى المجموعات المتطرفة، وهذا يتوافق معنا لأننا نرفض إشراك المؤتمر الوطني وواجهته
الحركة الإسلامية تتحمل المسؤولية الكاملة عن تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية
حوار مصعب محمدعلي
قال جعفر حسن، القيادي في تحالف “صمود”، إن بيان الآلية الرباعية (الولايات المتحدة، مصر السعودية، الإمارات) يمثل ضغطا دوليا غير مسبوق على أطراف الحرب في السودان، مؤكدا أن الحركة الإسلامية أشعلت الصراع من أجل استعادة نفوذها السياسي والاقتصادي، وإشار جعفر في حواره مع (استقصائي) إلى أن المجتمع الدولي أعلن رأيه صراحة في تطرف الجماعات التي تدير الحرب في السودان وفيما يلي نص الحوار:
في ظل دعم القوى المدنية للرباعية، هل ترى أن الحركة الإسلامية وضعت مصالحها فوق وحدة السودان واستقراره؟
نعم، الحركة الإسلامية تعتبر مصالحها الخاصة أهم من السودان. هي أشعلت هذه الحرب لاستعادة الأموال التي حصلوا عليها أيام محكمهم والأموال التي صادرتها لجنة التفكيك، والأهم من ذلك للعودة إلى السلطة والحكم، وبعد ثلاث سنوات لم يعد سبب الحرب ومن أشعلها خافي على أحد. لقد حرقت البلاد لتحقيق هذه الغاية. الفيديوهات موجودة ومنشورة قبل الحرب، حيث هدد قادتهم صراحة بالقتال إذا تغير مسار الانقلاب نحو التحول المدني.
ما الرسالة التي يوجهها تحالف “صمود” للشعب حول مسؤولية الإسلاميين عن تردي الأوضاع؟
نقول بوضوح إن الحركة الإسلامية تتحمل المسؤولية الكاملة عن تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية. لم تنظر يوما إلى المصلحة الوطنية، بل ركزت على مصالح ضيقة تخص قياداتها.
ما الخطوات العملية التي تقترحونها لضمان تنفيذ بيان الرباعية وسط استمرار القتال في كردفان ودارفور؟
البيان تحدث عن هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر. هذه الخطوة بالغة الأهمية لأنها تخفض التوتر وتشكل مدخلا جيدا لوقف إطلاق النار. أعتبرها طريقة جديدة تختلف عن كل محاولات السلام السابقة في السودان، سواء في اتفاقية السلام الشامل أو دارفور.
كيف تنظرون إلى موقف القوى المدنية التي دعمت البيان؟
هناك تطابق كامل بين موقفنا وموقف القوى المدنية. البيان ركز على حماية المدنيين، وطرح مسارات تفاوض عسكرية وسياسية، وهو ما ندعو إليه. الأهم أنه استثنى المجموعات المتطرفة، وهذا يتوافق معنا لأننا نرفض إشراك المؤتمر الوطني وواجهاته في أي حوار سياسي.
هل وجد تحالف “صمود” بعض مطالبه ممثلة في البيان؟
بالتأكيد. البيان يعكس رؤيتنا بشكل واضح، خصوصا في ما يتعلق بحماية المدنيين وفتح مسارات للتفاوض، إلى جانب استبعاد المجموعات التي تشكل خطراً على العملية السياسية.
يرى بعض المحللين أن بيانات الرباعية ركزت على انتقاد الجيش والإسلاميين أكثر من إدانة انتهاكات قوات الدعم السريع. هل توافق على هذا الطرح؟
المبدأ أن بيان الرباعية الأخير وضع خارطة طريق لإنهاء الحرب في السودان، وركز على خمس نقاط أساسية أهمها وقف القتال ومعالجة جذوره. التركيز على الإسلاميين منطقي، لأنهم السبب الرئيسي في اندلاع الحرب، وهم مجموعات متطرفة تستفيد من استمرارها ماديا وسياسيا البيان لا ينحاز لطرف مسلح ضد آخر، بل ينحاز لقضايا الشعب السوداني ولوقف الحرب.
الرباعية تضم دولا لديها علاقات أو مواقف داعمة للجيش وأخرى أقرب إلى الدعم السريع، لذلك لا أرى أن هناك انحيازاً واضحاً، بل محاولة لتحديد العقبة الأساسية أمام السلام، وهي الإسلاميون.
لماذا هاجمت الحركة الإسلامية مصر والسعودية بعد صدور بيان الرباعية؟
الخلاف مع مصر والسعودية قديم ومتجذر. نظام الإنقاذ أساء مرارا لهاتين الدولتين عبر منابر إعلامية مثل إذاعة يونس محمود، التي وجهت إساءات مباشرة إلى قيادتيهما، بل إنهم حاولوا اغتيال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك. الإقليم لم ينس هذه الوقائع.
اليوم، ورغم صمتهم التكتيكي في فترات سابقة، عاد الإسلاميون إلى خطابهم العدائي بعد بيان الرباعية. من الواضح أنهم لم يتخلوا عن موقفهم الأيديولوجي من السعودية ومصر، ولن يتخلوا عنه مستقبلا، لأن مشروعهم الحركي بالنسبة لهم أهم من علاقات السودان بجيرانه أو بالمجتمع الدولي. هذا ما يجعلهم مصدر ضرر مستمر لعلاقات السودان الإقليمية.