تعرض عشرات الضحايا خلال اليومين الماضيين إلى هجمات نفذتها عصابات في شوارع الخرطوم المختلفة، وعاد مجددا الهلع والخوف من عصابات 9 طويلة التي نشطت مؤخرا.
ولم تجد الأستاذة سهام صالح وصفا لما حدث في منطقة الأزهري جنوب الخرطوم مساء أمس، سوى أنه فيلم هندي، وذلك عندما استطاع شاب صد الهجوم العصابة التي فر أفرادها هاربين تاركين دراجتهم النارية، بعد أن توافد الناس إلى مكان الهجوم .
وقال شاهد عيان يدعى محمد صلاح إن عصابة من 7 أشخاص يستقل 6 منهم دراجتين ناريتين بينما يسير إلى جانبهم السابع على الأقدام، اعتدت على أحد شباب الحي واستولت على هاتفه المحمول، ومبلغ عشرين ألف جنيه.
وبحسب صلاح تصدى أحد المارة من أهل الحي للعصابة وصار ينادي للقبض عليهم فجاء أحد الشبان بعربته ولم يأبه بتهديد السكاكين والسواطير والرمي بالحجارة فاستطاع إرغامهم على ترك أحد “الموترين”ومع كثرة تجمهر الناس وتجمعهم فرت العصابة بأحد الموترين، وصاروا يرمون الناس بالقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع .
وتابع محمد، بعد نصف ساعة عاد ثلاثة منهم لأخذ الموتر يحملون السكاكين ويلوحون بها ، إلا أن شباب الحي طاردوهم واستطاعوا الإمساك بأحدهم بعد أن أوسعوه ضربا، وتم حرق موتر العصابة بعدها جاءت الشرطة واستلمت فرد العصابة ودماءه تسيل..
وقالت الأستاذة سهام صالح، وهي صحفية تعمل مراسلة لصحيفة الشرق الأوسط، إن ما حدث وما يحدث بشكل شبه يومي يشبه الأفلام الهندية، إلا أنها هذه المرة كبيرة للغاية، فمجموعة مسلحة بالسلاح الأبيض وتحمل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية تجعلنا نتساءل من أين لهم بهذه الأسلحة؟
وأضافت سهام إن في الأزهري منطقة معروفة “بالبلكوات ” وهي بمربع “1” عبارة عن مربعات خالية استغلها نازحون من مناطق الحرب في السودان وبعض اللاجئين من دول أخرى وشيدوا عليها منازل عشوائية، وأصبحت هذه المنطقة توفر ملاذا آمنا للمجرمين.
وفيما أرجعت سهام كثرة جرائم الخطف والنهب في مدينة الأزهري إلى منطقة البلوكات، قالت إن من أمام منزلها تم نهب تسع هواتف محمولة دفعة واحدة.
وكانت الشرطة السودانية قد أصدرت تعميما صحفيا في التاسع عشر من سبتمبر المنصرم؛ أعلنت من خلاله انتهاء ظاهرة النيقرز والنهب في شوارع الخرطوم، وربط حينها محللون أمنيون بين بيان الشرطة وخطاب قائد الانقلاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، باعتبارها محاولة لتقديم أمن السلطة الانقلابية بالحريص على أمن وسلامة البلاد، ولكن الظاهرة عادت بقوة خلال الأيام الماضية، حيث تداولت مواقع على السوشيال ميديا أمس ظهور عصابات في أركويت تخطت شارع عبيد ختم وشارع المطار ووصلت حتى حي النزهة وبعدها تحركت إلى حي غزة.. وهنالك تعامل معها المواطنون بالذخيرة وتم القبض على مجموعة كبيرة منهم فيما هرب البقية.
كما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي صباح أمس الاثنين؛ فيديو يوثق لعملية نهب مسلح بواسطة أشخاص يرتدون زيا رسميا، وكان ضحية الحادث الفنان الشهير البربري، وبحسب ناشطين فقد تم نهب هاتفه الجوال ومحفظة نقود، وأطلقوا النار عليه قبل هروبهم.
وفي مدينة بحري قال شهود عيان إن عددا من حوادث النهب حدثت خلال ليل أمس في كل من حي كافوري وكوبر. وكانت مجموعة مسلحة تستقل ركشات قد هاجمت مواطنين وسيدات شاي أمام مستشفى أحمد قاسم، وتقاطع المؤسسة بحري خلال الأسبوع المنصرم.
إدريس عبدالله