استقصائي
حققت حملة منظمة “الحارسات ضد المجاعة” لإنقاذ السودانيين من الجوع تفاعلًا واسعًا، فيما أكد المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بيرييلو، على أهمية الضغط على طرفي النزاع لتوصيل الإغاثة.
والأربعاء الماضي، أطلقت منظمة الحارسات حملة لحشد دعم العالم لإنقاذ السودانيين من الجوع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن تُدشنها رسميًا في مقرها الجديد بالعاصمة الأوغندية، كمبالا.
وخلال تدشين الحملة تحدث المبعوث الأمريكي إلى السودان، توم بيرييلو عبر الهاتف قائلاً “نضغط على الجيش وقوات الدعم السريع للسماح بوصول القوافل الإغاثية إلى المحتاجين بصورة آمنة”، منتقدًا عدم قيام المجتمع الدولي بجهود كافية تجاه الأوضاع في السودان.
وأضاف: “سعيد بالمشاركة في هذا المحفل الذي يسلط الضوء على الأزمة الإنسانية في السودان. صوتكم سُمع في الولايات المتحدة وفي العالم”.
وناشد شيخ الطريقة القادرية المكاشفية، الأمين عمر الأمين، السودانيين في الخارج للتحرك والعمل من أجل إنقاذ العالقين داخل البلاد من شبح المجاعة.
وقال: “الذين نجوا من السلاح، لن ينجوا من نار الجوع”.
وشكا الأمين من انعدام الأمن في مناطق عديدة بأم درمان وإغلاق التكايا، مما ضاعف الضغط على مجهوداته التي تبناها بتقديم الطعام للمحتاجين منذ اليوم الأول للحرب.
وأنشأ متطوعون مطابخ جماعية تُسمى محليًا بـ “التكايا” لإطعام العالقين في مناطق النزاع، لكن بعضها توقفت مؤخرًا نتيجة لنقص الدعم المالي بسبب انقطاع الاتصالات وارتفاع أسعار السلع.
وقال الشيخ الأمين إنهم يعملون في تقديم المساعدة وسط أوضاع بالغة التعقيد مع استمرار انقطاع الكهرباء والمياه وإغلاق الصيدليات وتوقف المطابخ الجماعية في أم درمان.
واقترح الشيخ الأمين على ملايين السودانيين دفع مبلغ دولار واحد لإنقاذ الجوعى، مؤكداً حدوث وفيات وسط المدنيين في أحياء الملازمين وأبو روف بأم درمان بسبب الجوع خلال الفترة الأولى للحرب، نتيجة لنفاذ المخزون المتوفر من المواد الغذائية في المنطقة.
ويعاني 25.6 مليون سوداني من الجوع الشديد، بينهم 755 ألف شخص في مرحلة المجاعة، ويقترب نحو 8.5 مليون شخص آخر من هذه المرحلة، وفقًا لأحدث تقرير عن الأمن الغذائي صدر في 27 يونيو الماضي.
قالت رئيسة منظمة الحارسات، هادية حسب الله، خلال حديثها في تدشين حملة إغاثة السودان من المجاعة: “نشعر بالألم من الجوع الذي ينتشر في السودان”.
وأشارت إلى أن مطالب الحملة تتمثل في وقف إطلاق النار وفتح المسارات الآمنة وحث المانحين على الوفاء بالتزاماتهم وإغاثة شعب السودان.
وأضافت أن النساء يتحملن العبء الأكبر من أزمة النزاع، خاصة وأن 55% من النازحين أطفال، فيما تهدد الوفاة أكثر من 7 آلاف امرأة بعد انجابهن، وأشارت الى أن 6 ملايين امرأة معرضة لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي.
وصفت هادية حسب الله طرفي الحرب بـ “المجرمين لأنهم لم يعترفوا بالمجاعة”. وأضافت ” قتلوا أهلنا ودمروا بلدنا ويمنعوا رفع صوتنا بمعاناة شعبنا الذي يموت ويحتاج أن يعيش. لذلك نقول للعالم أنقذونا”.
وأشارت حسب الله إلى أن نسبة البطالة بلغت 117%، بالإضافة إلى فقدان 70% من الأراضي الزراعية، بينما يتناول 95% من المواطنين في مناطق الاشتباكات وجبة واحدة في اليوم.
وأضافت: “لم نرَ مساعدة حقيقية تذكر من العالم طوال 15 شهرًا وحتى الدعم الذي قطعه المانحون لم يتم الوفاء به، حيث مُولت خطة الاستجابة الإنسانية الخاصة بالسودان بأقل من 20%”.