تأجيل زيارة كامل ادريس إلى القاهرة بطلب من الجانب المصري

القاهرة تؤجّل زيارة كامل ادريس في اللحظات الأخيرة دون توضيح الأسباب

الخرطوم – استقصائي

أعلن رئيس الوزراء المعيّن من قبل الحكومة الانتقالية في بورتسودان، الدكتور كامل ادريس تأجيل زيارته المقررة للقاهرة، دون ذكر الأسباب.

وقال إدريس، في منشور على صفحته بمنصة “إكس”، إن الزيارة “تأجلت إلى وقت لاحق لم يُحدد بعد”.

وأفاد مصدر مطّلع لـ”استقصائي” بأن التأجيل جاء بطلب من القاهرة دون تقديم مبررات، مما أثار تساؤلات سياسية.

وكان من المقرر أن تمثّل القاهرة أولى محطات إدريس الخارجية منذ تعيينه في يونيو الماضي على رأس الحكومة المؤقتة.

جاء ذلك ضمن مساعٍ لإضفاء طابع مؤسسي على السلطة في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوداني.

عُيِّن الدكتور  ادريس، الخبير القانوني والدبلوماسي المعروف، رئيسًا للوزراء من قبل مجلس السيادة الانتقالي بقيادة عبد الفتاح البرهان.

تم ذلك ضمن ترتيبات سياسية أعلنت عنها السلطات في بورتسودان، لإعادة تشكيل السلطة التنفيذية في غياب الحكومة المدنية.

اختفت الحكومة المدنية منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، ما تطلب ترتيبات جديدة لإدارة السلطة مؤقتًا.

تواجه هذه الحكومة انتقادات من قوى سياسية ومدنية، تعتبر التعيين محاولة لشرعنة سيطرة العسكر على الحكم.

تستمر الحرب المدمّرة مع قوات الدعم السريع، ما يزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية والسياسية في السودان.

تحاول حكومة بورتسودان كسب اعتراف إقليمي ودولي بها كسلطة شرعية وسط مبادرات متعددة وحكومة موازية في الخارج.

ذلك يضع عواصم إقليمية – خصوصًا القاهرة – في موقف حرج بين أطراف الصراع المختلفة.

تُعتبر مصر ذات مصالح استراتيجية مع المؤسسة العسكرية السودانية، وتتعامل بحذر مع تطورات المشهد السياسي الراهن.ويُعتقد أن مصر، التي تربطها مصالح استراتيجية مع المؤسسة العسكرية السودانية. تتعامل بحذر مع التطورات السياسية الجارية، وتفضّل التريث في الانخراط المباشر أو منح شرعية لأي طرف دون توافق سياسي أوسع. ويأتي هذا التوجّه في ظل رغبة القاهرة في الحفاظ على موقعها كوسيط إقليمي مقبول. إلى ذلك عدم الدخول في استقطاب حاد بين الأطراف السودانية المتنازعة . خاصة مع استمرار الحرب وتعقّد المسارات السياسية، ما يجعل أي انحياز محتمل محفوفًا بالمخاطر. كما أن الوضع الداخلي في مصر، وانشغالها بملفات إقليمية أخرى، قد يدفعها لتبنّي سياسة “الانتظار والمراقبة” حتى تتضح ملامح التسوية السودانية . أو حتى تتبلور قيادة تحظى بقبول أوسع داخل وخارج البلاد.