معلومات التواصل

السودان،الخرطوم،الرياض

متواجدون على مدار الساعة

احتجاجات في وادي حلفا ضد تقنين الكهرباء: دعوات لفك الارتباط بالولاية الشمالية

 

 

استقصائي – وادي حلفا
خرج مئات من سكان مدينة وادي حلفا، أقصى شمال السودان، يوم الثلاثاء، في مظاهرات غاضبة احتجاجاً على قرار حكومة الولاية الشمالية ببرمجة التيار الكهربائي القادم من السد العالي، معتبرين القرار انتهاكاً لاتفاقية تعويض أهالي المدينة التي غُمرت أراضيها عقب بناء السد في ستينيات القرن الماضي.

وقال شهود عيان ومشاركون في الاحتجاجات إن التيار الكهربائي انقطع عن المدينة لساعات طويلة خلال الأيام الماضية، بعد أن قررت سلطات الولاية توزيع الكهرباء الواردة من مصر على مدن أخرى، ما تسبب في خسائر فادحة للقطاعات الحيوية، خاصة صناعة الثلج المرتبطة بنقل الأسماك.

وقال أحد المحتجين: “ما عندنا طريقة نحفظ السمك بدون تلج، والمصانع دي بتشتغل بالكهربا، لما يقطعوها إحنا بنخسر رزقنا”. وأضاف: “الوالي مفروض يحل مشكلة دنقلا بعيد عننا، مش ياخد كهربتنا نحن”.

وترتبط وادي حلفا باتفاق قديم مع الحكومتين السودانية والمصرية يقضي بتزويدها بالكهرباء مجاناً أو بصورة مستقرة من السد العالي، كتعويض عن تهجير سكانها وغمر مدينتهم القديمة في العام 1964، حين رفضوا التعويض المالي واختاروا البقاء في المنطقة.

وفي مذكرة رسمية وجهها المجلس الأعلى لأهالي وادي حلفا إلى الوالي المكلّف، أعرب المجلس عن “صدمته” من القرار، واصفاً إياه بأنه “خداع معهود”، ومؤكداً أن المدينة لم تنل من حكومات الولاية المتعاقبة سوى “الاستهداف السلبي بكل توصيفاته”. وهدد المجلس بـ”الانفكاك الكامل عن تبعية الولاية، أرضاً وإنساناً”.

وأضاف البيان: “لن نسكت بعد اليوم، فقد طفح الكيل”، مشيراً إلى احتمال الاعتماد على العلاقات المباشرة مع مصر عبر الحدود المفتوحة، والاستفادة من الدعم الذي يحظى به النوبيون في شمال الوادي.

ويتهم المحتجون سلطات الولاية بنهب موارد المدينة، بما في ذلك الذهب والأسماك والمعابر الحدودية، لصالح مراكز السلطة في دنقلا، في وقت تبنى فيه المدارس بالكاد عبر تبرعات الأهالي والمغتربين.

ولم يصدر تعليق رسمي من حكومة الولاية الشمالية أو من الوالي المكلف بشأن هذه التطورات. و حاولت “استقصائي” التواصل مع الوالي لكنه رفض التعليق.

وتُعد هذه الموجة من الغضب حلقة جديدة في سلسلة التوترات بين المحليات الطرفية في السودان والسلطات الولائية، وسط اتهامات مستمرة بالتهميش وسوء توزيع الموارد.

Share:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *