معلومات التواصل

السودان،الخرطوم،الرياض

متواجدون على مدار الساعة

وادي حلفا: محتجون يطردون المدير التنفيذي مع استمرار أزمة الكهرباء

استقصائي – مصعب محمد علي

طرد محتجون في مدينة وادي حلفا شمالي السودان المدير التنفيذي للمحلية، الذي يشغل أيضًا منصب رئيس اللجنة الأمنية، اليوم الثلاثاء في تصعيد جديد ضمن احتجاجات متواصلة بسبب أزمة الكهرباء والخدمات في المدينة الحدودية.

 

وقال شهود عيان إن المحتجين حاصروا مكتب المسؤول المحلي وطالبوه بمغادرة المدينة، متهمين إياه بالتواطؤ مع سلطات الولاية الشمالية في التنصل من الاستجابة لمطالبهم، وعلى رأسها إنهاء برمجة انقطاع الكهرباء. وأطلقت قوات أمنية الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، دون تسجيل إصابات.

 

وقال عدد من المحتجين في حديث إلى الاستقصائي إن وعود الحكومة الولائية كانت “محض مراوغة”، متهمين الوالي بـ”اللعب بمشاعر السكان والتلاعب بمطالبهم الأساسية”.

 

وتأتي هذه التطورات بعد أن أعاد والي الولاية الشمالية برمجة الكهرباء في المدينة، رغم وعود سابقة بإلغائها خلال عطلة عيد الأضحى، في خطوة قال السكان إنها استفزازية. وتوسعت مطالب الأهالي من تحسين إمدادات الكهرباء إلى تحسين الصحة والتعليم، وبلغت حد الدعوة إلى الانفصال إداريًا عن الولاية الشمالية والانضمام إلى ولاية نهر النيل المجاورة.

 

وكان محتجون قد أغلقوا في وقت سابق معبر “أشكيت” الحدودي بين السودان ومصر، مما أدى إلى شلل مؤقت في حركة الصادر والوارد، وذلك عقب ما وصفوه بـ”الحريق الغامض” الذي شبّ في المدينة، والذي اعتبروه وسيلة ضغط ضد الحكومة المحلية.

 

ورداً على التصعيد، دفعت سلطات الولاية بقوة أمنية كبيرة إلى المدينة، تمركزت في مواقع التتريس السابقة، خصوصًا عند مدخل المدينة ومنطقة الخيمة ومدخل معبر أشكيت. كما نُقل عدد من ضباط الأمن ورجال المباحث إلى وادي حلفا قبل وصول هذه القوات.

 

في المقابل، أعاد المحتجون إغلاق مكاتب الكهرباء ومحطة المحول الرئيسية، ومنعوا دخول المهندسين والفنيين، مما أدى إلى استمرار انقطاع التيار. وقال السكان إن توقف الكهرباء يعني أيضًا انقطاع المياه، لأن أغلب مصادرها تعتمد كليًا على الطاقة الكهربائية.

 

وقال أحد المحتجين لـالاستقصائي: “الكهرباء في وادي حلفا تعني الحياة. المياه نادرة أصلًا، ومياه البحيرة ملوثة بمخلفات الذهب والسيانيد ولا تصلح للشرب. بعض الأحياء عطشى الآن، والمخاوف تتزايد”.

 

وقال ناشطون محليون إن الأزمة تجاوزت الكهرباء، وباتت تعبيرًا عن شعور عميق بالتهميش من قبل سلطات الولاية، مطالبين الحكومة المركزية بالتدخل العاجل قبل أن تنفجر الأوضاع.

 

وتقع وادي حلفا في أقصى شمال السودان على الضفة الشرقية لنهر النيل، وتعد واحدة من أهم المدن الحدودية، إذ تضم معبر “أشكيت” الذي يربط السودان بمصر، ويُعد شريانًا حيويًا لحركة التجارة والصادر والوارد بين البلدين. وتلعب المدينة دورًا محوريًا في التبادل التجاري، خاصة في ظل محدودية المنافذ الحدودية الأخرى، ما يجعل استقرار الأوضاع فيها أمرًا حيويًا للاقتصاد المحلي والإقليمي.

لكن رغم موقعها الاستراتيجي، يشكو سكان المدينة من تدهور الخدمات الأساسية وغياب التنمية، ما فاقم حالة الاحتقان الشعبي في السنوات الأخيرة.

Share:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *