رصد انتهاكات حقوق الإنسان في السودان
تقرير – رحاب مبارك سيد أحمد | 11 يونيو 2025
شهدت الفترة ما بين 26 مايو و10 يونيو 2025 تصاعداً خطيراً في انتهاكات حقوق الإنسان في السودان، حيث سجلت الشبكة السودانية لحقوق الإنسان سلسلة من الجرائم والانتهاكات التي طالت المدنيين في مختلف أنحاء البلاد وعددها 24 انتهاك من الرقم 2026 – 2050.
في 26 مايو 2025، اعتقلت الخلية الأمنية بولاية كسلا الصحفي والإعلامي عبدالجليل محمد عبدالجليل واحتجزته لمدة خمسة أيام داخل زنازينها قبل الإفراج عنه.
كما قامت الخلية الأمنية نفسها باعتقال الناشط معتز الجعلي والدكتور علي جعفر الأستاذ الجامعي بولاية كسلا في 24 مايو 2025، وأفرجت عنهما لاحقاً.
واجه السودان أزمة إنسانية حادة مع انتشار وباء الكوليرا في خمس ولايات، حيث بلغ عدد الوفيات أكثر من 1286 حالة بسبب النقص الحاد في العلاج والمحاليل الوريدية.
سجلت حالات وفاة مأساوية في 28 مايو 2025 عندما لقي سبعة مواطنين حتفهم عطشاً في الصحراء السودانية الليبية أثناء محاولتهم الفرار من الحرب، ومن بين الضحايا الطفل مهدي عبدالرحمن البخيت والطفلة ليام عبدالرحمن البخيت.
في حادث مروع بمدرسة الفضوة الابتدائية بالغبشة ريفي أم روابة في 27 مايو 2025، توفي أربعة تلاميذ بينهم عبدالله عباس إبراهيم والوسيلة علي إبراهيم ومحمد إسماعيل محمد علي، إثر انفجار دانة آر بي جي كان أحد الأطفال يلعب بها، بينما أصيب تسعة تلاميذ آخرون.
شهدت الفترة نفسها اعتقال الاستخبارات العسكرية برفاعة للشاب محمد صديق مؤسس منظمة شباب النهضة في 28 مايو 2025، بينما تعرضت معلمة بمدرسة الأساس بمنطقة الغنوماب شرق مدني لإطلاق نار من قبل مستنفر بعد أن وبخت أخاه الأصغر لتلفظه بألفاظ نابية.
أصدرت محكمة دنقلا في 14 يوليو 2024 أحكاماً بالإعدام بحق ستة أشخاص بينهم أربع نساء بسبب انتمائهم القبلي، ومن بين المحكومين ناهد خليل اللابي (40 عاماً) وزينب اللابي (41 عاماً) وهدي أبكر سليمان (32 عاماً).
تصاعدت الهجمات على المنشآت الطبية حيث قام الدعم السريع في 30 مايو 2025 بقصف مستشفى الضمان بالأبيض بطائرة مسيرة، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 15 آخرين بينهم مرضى ومرافقين وكوادر طبية.
سجلت الفترة أيضاً اغتيال نبهاني كمال يوسف الدوري عضو حزب المؤتمر السوداني بفرعية بارا داخل منزله في 1 يونيو 2025 على يد قوات الدعم السريع.
في تطور خطير، هاجم الجيش السوداني بالطيران المسير سوق الكومة بشمال دارفور في 1 يونيو 2025، مما أدى إلى مقتل 11 مدنياً بينهم نساء وأطفال وإصابة 78 آخرين.
استمرت عمليات النهب حيث قام الدعم السريع في 2 يونيو 2025 بعمليات سلب ونهب واسعة للمحال التجارية بجبرة الشيخ بولاية شمال كردفان.
اكتشفت مقبرتان جماعيتان بسينما الزمالك بمدني في 4 يونيو 2025 تحتويان على رفات طلاب ومعلمين لقوا حتفهم بالتعذيب داخل معتقلات الدعم السريع.
في جريمة بشعة بأمدرمان الصالحة في 4 يونيو 2025، أعدمت قوات العمل الخاص أربعة شباب بينهم طفل أمام والدتهم ثم احتفلت بتدخين البنقو فوق جثثهم.
تعددت الاعتداءات على العاملين في المجال الإنساني حيث قتل الفنيان الكهربائيان سيف الدين دفع الله والمنشد أحمد أثناء عملهما بمحطة سنار التحويلة في 6 يونيو 2025.
شملت الانتهاكات أيضاً اعتقال المحامية ومدافعة حقوق الإنسان دار السلام عبدالله من قبل اللجنة الأمنية بأمبدة الحارة الأولى في 5 يونيو 2025 واحتجازها حتى 10 يونيو 2025.
في 4 يونيو 2025، اعتقلت الخلية الأمنية بالنيل الأزرق الدكتور حمزة حسن وكيل جامعة النيل الأزرق.
سجلت جريمة مروعة في خشم القربة بولاية كسلا حيث قتل عسكري مخمور تسعة مدنيين وستة نظاميين بالسلاح الذي يحمله إثر مشاجرة مع سائق في تاريخ غير محدد.
كما استهدف الجيش السوداني في 4 يونيو 2025 قافلة تتبع للأمم المتحدة كانت تنقل مساعدات إنسانية إلى مدينة الفاشر.
ختاماً، تؤكد الشبكة السودانية لحقوق الإنسان استمرارها في رصد وتوثيق كل الانتهاكات والجرائم خلال فترة الحرب، وتدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه هذه الانتهاكات الجسيمة.