الحزب الشيوعي : لا ثقة في لجان التحقيق الوطنية.. ونرفض استغلال مزاعم “الأسلحة الكيميائية” للتدخل السياسي
كبلو : مجلس الأمن أصبح بلا معنى في قضية السودان
حوار – استقصائي
دعا الحزب الشيوعي السوداني، عبر بيان صدر أمس السبت 14 أبريل ، إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة وسريعة، للتحقق من صحة مزاعم الولايات المتحدة الأمريكية المتعلقة باستخدام الجيش السوداني أسلحة كيميائية في الحرب الدائرة بالبلاد، محذرًا من ضياع الأدلة المحتملة إذا تأخر التحقيق.
وقال صدقي كبلو، عضو المكتب السياسي للحزب، في حوار مع “استقصائي”، إن “بيان الحزب واضح ومتوازن، ويؤكد على ضرورة معرفة الحقيقة من خلال لجنة تحقيق دولية نزيهة وسريعة، حتى لا تضيع أي آثار لاستخدام الأسلحة الكيميائية، إن كانت قد استُخدمت”.
لماذا لا ترون أن لجنة تحقيق وطنية كافية؟
لا ثقة لدينا في أي لجنة وطنية، فجميع اللجان السابقة فشلت في تقديم تقارير نزيهة، أو انحازت للسلطة القائمة. وبالتالي فإنها لا تحظى بالمصداقية اللازمة. أما اللجان الإقليمية، مثل تلك التابعة للاتحاد الأفريقي أو الجامعة العربية، فهي أيضًا محل شك بسبب طبيعة علاقاتها المتشابكة مع أطراف الصراع في السودان.
ما الجهة التي ترونها الأنسب للتحقيق؟
هناك جهة دولية مختصة وذات مصداقية، وهي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. هذه المنظمة تملك القدرة التقنية والمهنية للتحقيق، ولذلك نطالب بإشرافها الكامل على التحقيق في هذه المزاعم.
ماذا لو ثبت فعلاً استخدام الأسلحة الكيميائية؟
في حال ثبت الاستخدام، لا نكتفي بالإدانة اللفظية، نطالب بتقديم من استخدم هذه الأسلحة إلى العدالة، سواء محلية أو دولية. وفي الظروف الحالية، حيث لا توجد عدالة محلية فعالة، فإن المحكمة الجنائية الدولية هي المسار المتاح، رغم بطء إجراءاتها.
هل تعتقدون أن هذه المزاعم تستغل لأغراض سياسية؟
من الممكن جدًا أن يكون الضغط على حكومة البرهان من خلال هذا الاتهام محاولة لدفعها نحو مفاوضات أو تسوية سياسية، القضية غير متوازنة، الولايات المتحدة مثلًا، بدلًا من إدانة طرفي الحرب لجرائمهم بحق المدنيين، تحاول إيجاد مبرر للضغط على جهة معينة.
هل لديكم شكوك في مصداقية المعلومات الغربية بشأن هذه المزاعم؟
نعم، نحن فقدنا الثقة في مصداقية الغرب في مثل هذه القضايا، سواء كان في السودان حين اتُّهم مصنع الشفاء، أو في العراق وقضية أسلحة الدمار الشامل، هذه الحوادث أثبتت أن الاتهامات قد تُستخدم لتحقيق أهداف سياسية لا علاقة لها بالعدالة أو حماية المدنيين.
هل أنتم مع تدخل دولي بأي شكل؟
موقفنا مبدئي: نحن ضد أي تدخل أجنبي، سواء لدعم طرف أو لمناصرة طرف آخر، نرفض كذلك دخول أي قوات دولية إلى البلاد، أما مجلس الأمن، فقد أصبح بلا معنى في قضية السودان، إذ تُفشل روسيا أو الصين أو غيرهما أي قرار يُطرح بشأنه.
كيف يمكن التعامل مع هذه المزاعم إذًا؟
نرى أن الأساس هو كشف الحقيقة، وتحديد المسؤولين في حال ثبوت استخدام الأسلحة الكيميائية، بعد ذلك، يجب تصعيد الحملة الجماهيرية ضد استخدام هذه الأسلحة، وضمان عدم تكرارها.