جهاز الهجرة بالكفرة يتدخل لإنقاذ نازحين سودانيين تعرضوا لابتزاز من جماعة تابعة لمناوي
مصعب محمد علي – استقصائي
كشف رئيس جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية بمدينة الكفرة الليبية، محمد الفضيل، عن تعرض نازحين سودانيين لعمليات ابتزاز ممنهجة من قِبل جماعة مسلحة قال إنها تتبع لحركة تحرير السودان – جناح مني أركو مناوي، وذلك في المنطقة الحدودية المعروفة بـ”المثلث” بين السودان وليبيا وتشاد.
وقال الفضيل في تصريحات خاصة لـ”استقصائي” إن هذه الجماعة المسلحة استدرجت نازحين فرّوا من الحرب في السودان، وأوهمتهم بقدرتها على تهريبهم إلى داخل الأراضي الليبية، مقابل مبالغ تراوحت بين ألف وألفي دينار ليبي للفرد.
وأضاف أن النازحين ظلوا عالقين لأسابيع، بل لأشهر في بعض الحالات، دون أن يتم نقلهم، مشيرًا إلى أن الجماعة واصلت ابتزازهم بمزاعم متكررة عن إغلاق الطريق، ومطالبتهم بدفع مبالغ إضافية لتأمين عربات جديدة.
وأوضح الفضيل أن الجماعة فرضت على النازحين رسوماً مقابل المأكل والمشرب والمبيت واستخدام المياه ودورات المياه، ما أدى إلى استنزاف كامل مدخراتهم. وذكر أن كثيرين منهم امتنعوا عن الشكوى خوفًا من التعرض للضرب أو الإهانة.
وأشار إلى أن الانتهاكات طالت رجالًا ونساءً وأطفالًا، لافتًا إلى أن أفراد الجماعة كانوا ينسحبون عند اقتراب قوات الدعم السريع أو القوات المشتركة السودانية من الموقع.
وأكد الفضيل أن جهاز الهجرة في الكفرة استقبل عددًا من الضحايا بعد صدور توجيهات من القائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، بضرورة التدخل لإنقاذهم، موضحًا أن “القيادة العامة تكفلت بنقلهم إلى مراكز الجهاز، حيث خضعوا لفحوصات طبية شاملة بالتنسيق مع وزارة الصحة والهلال الأحمر والهيئة الطبية”.
وبيّن الفضيل أن مدينة الكفرة استقبلت منذ اندلاع الحرب في السودان نحو مليون نازح عبروا من المثلث الحدودي، ويقيم منهم حاليًا حوالي 250 ألفًا داخل المدينة، ما يشكل عبئًا متزايدًا على الموارد والخدمات المحدودة.
وقال الفضيل إن السلطات الليبية بدأت في تقديم رعاية صحية ونفسية متخصصة للنساء والأطفال السودانيين الذين يعانون من صدمات الحرب، ضمن خطة إنسانية شاملة تهدف لتخفيف الضغط على المدينة الحدودية.
وأوضح أن فريقًا نفسيًا متخصصًا وصل مؤخرًا إلى مركز الهجرة بالكفرة لمتابعة الحالات النفسية الحرجة، مشيرًا إلى أن الفريق سيعمل بشكل دائم داخل المركز لتقديم الدعم اللازم، خاصة للفئات الأكثر هشاشة.
ولفت إلى أن جميع النازحين الذين وصلوا إلى الكفرة خضعوا لفحوصات طبية مجانية، وتم تسجيلهم في قاعدة بيانات رسمية، ومنحهم بطاقات إحصاء تتيح لهم التنقل داخل الأراضي الليبية، تنفيذًا لتوجيهات المشير حفتر الذي أمر بالتعامل معهم كضيوف، لا كلاجئين.
وأكد الفضيل أن السلطات الليبية ستمنح النازحين حرية التنقل داخل البلاد بعد استكمال عمليات التسجيل، مشيرًا إلى اعتماد منظومة توزيع إلكترونية بالتعاون مع منظمات إنسانية لضمان إيصال المساعدات بانتظام ومنع الازدواجية في تقديم الدعم.
وأضاف: “نعمل على بناء قاعدة بيانات موحدة تشمل الشهادات الصحية وبطاقات الحصر لتسهيل تقديم الخدمات وضمان الشفافية في توزيع المساعدات”.
وتواصل مدينة الكفرة استقبال موجات متتالية من النازحين السودانيين الفارين من الحرب، حيث أشار الفضيل إلى تزايد أعداد الوافدين منذ بداية العام الجاري، مؤكداً أن جهاز الهجرة يستعد للتعامل مع المزيد من التدفقات في ظل استمرار النزاع المسلح في السودان.
دخول أكثر من 900 نازح سوداني إلى ليبيا بعد تعرضهم لابتزاز من جماعات مسلحة قرب…
كيف ينظر السودانيون من وسط نيران موتهم إلى نيران الصواريخ المشتعلة بين إيران والكيان إليكم…
الحزب الشيوعي : لا ثقة في لجان التحقيق الوطنية.. ونرفض استغلال مزاعم "الأسلحة الكيميائية" للتدخل…
رصد انتهاكات حقوق الإنسان في السودان تقرير - رحاب مبارك سيد أحمد | 11 يونيو…
وادي حلفا: محتجون يطردون المدير التنفيذي مع استمرار أزمة الكهرباء استقصائي - مصعب محمد علي…
رئيس الوزراء بين جلسات التصوير في “بورتسودان” وحقيقة الصورة في السودان استقصائي – تقارير تواصل…