شنت مجموعة شبابية حملة ضد ما وصفته بـ”الانتهاكات” التي تمارسها السلطات المحلية في حق الآلاف من أصحاب الطبالي وبائعات الأطعمة والشاي وماسحي الأحذية وأطفال “الدرداقات”.
وكردة فعل لحملات واسعة النطاق شنتها المحليات مؤخرا، واستهدفت ما يُعرف بـ”القطاع غير المنظم”، أطلق شباب من لجان المقاومة بمحليات أم درمان حملة (المحلية مالا؟).
وفي حين يرى مطلقو الحملة ضرورة تنظيم الأسواق، ينتقدون الآليات التي تلجأ إليها المحليات ويتضرر منها الآلاف من العاملين والعاملات في هذا القطاع.
وشهد القطاع “غير المنظَّم”، عقب انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر 2021 تمددا غير مسبوق، أرجع باحثون وأكاديميون أسبابه إلى تفشي “البطالة” وشح فرص “التوظيف”، وتوقف مشاريع الإنتاج وبالتالي الاستغناء عن الحاجة إلى الأيدي العاملة.
ووفقا لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية فإن العمالة في القطاع غير المنظم تشكل 60% من العمالة الموجودة في السودان. كما أن هنالك تقديرات أن حجم العمالة النسوية في القطاع غير المنظم في ولاية الخرطوم يشكل 56% من جملة النساء العاملات في الولاية.
كل هذه الإحصائيات لاتغطي مرحلة تنامي التعدين الأهلي والتحولات التي أحدثها ذلك في تركيبة العمالة في السودان, وخاصة العمالة في القطاع الزراعي بشكل أكبر وحتي في فروع القطاعات المنظمة الأخري. حيث حدثت هجرة كبيرة من هذه القطاعات إلى التعدين الأهلي حيث قدر حجم العمالة في قطاع التعدين الأهلي بحوالي 6 ملايين عامل وما صاحب ذلك من نشوء علاقات عمل جديدة جديرة بالدراسة والتمحيص.
وقالت الزينة هي بائعة أطعمة في سوق صابرين بمحلية كرري شمال العاصمة الخرطوم إن حملة “المحلية مالا” عرفتهم بحقوقهم، وكيفية المطالبة بها مشيرة إلى أن الحوارات التي دارت بينهم وشباب الحملة أثمرت عن مقترحات لو تم تنفيذها، لن تكون هنالك مشكلة.
وأضافت الزينة، التي شكت من انتهاكات تمارس ضدهن خلال حملات “المحليات” ـ أنهمن كبائعات لا يمانعن في تنظيم قطاعهن وأنهن اتفقن على تنظيم العاملين فيه من خلال التصديق باكشاك للنساء وتوفير الخدمات لهن.
ويرى الباحث الاجتماعي أحمد عثمان أن سبب زيادة أعداد العاملين في القطاع غير المنظم هو سياسة “الخصخصة” التي اتبعها النظام البائد وباع بموجبها كثيرا من المشاريع مثل سودانير، وحل أخرى كمؤسسة النيل الأزرق وغيرها، وأغلق بعض المصانع مثل مصنع الكناف أبونعامة.
وأشار عثمان إلى أن الحروب التي نشبت في غرب السودان وجنوب كردفان وحالة النزوح إلى الخرطوم، تسببتا في زيادة أعداد العاملين في القطاع “غير المنظم”.
ويرى اقتصاديون أن لعدم المواءمة بين الخريجين وسوق العمل في سياسات التعليم العالي دورا كبيرا في تمدد القطاع غير “المنظم” .
واعتبر عثمان (حملة المحلية مالا) شكلا من أشكال التعبير عن وعي الجيل الجديد الذي أنجز ثورة ديسمبر المجيدة، بقضايا القطاع غير المنظم وذلك لوجود ممثلين للقطاع في لجان المقاومة .
وقالت عضو حملة ” المحلية مالا” إيناس التهامي، إن مطلقي الحملة مجموعة من الشباب والشابات جمعتهم اهتماماتهم بقضايا المجتمع وقضايا الحكم المحلي، وهم جزء من لجان المقاومة.
وبحسب إيناس فإن فكرة حملة “المحلية مالا” تهدف إلى ترسيخ قيم المشاركة وتشجيع التضامن بين شرائح المجتمع وتحقيق المساواة في الحقوق والواجبات بين المواطنين من غير تمييز .
وعددت إيناس الأسباب التي دفعتهم للتضامن مع العاملين بالقطاع غير المنظم، وذكرت منها أنه من أكبر القطاعات، ويمثل المنتسبون والمنتسبات إليه ثلثي المواطنين، من ” فريشة، وبائعات، وبائعي الأطعمة والشاي، المكسرات، عمال الورنيش وأصحاب الطبالي، والغسالين، عمال اليوميات، وأطفال درداقات وغيره “، كما أن القطاع يواجه انتهاكات مباشرة من المحليات.
وفيما لفتت إيناس إلى أن هناك مخالفات لمواد قانونية في حملات المحليات ضد العاملين في القطاع غير المنظم يمكن التقاضي بها لاسترداد حقوقهم، قالت إن من أهداف حملتهم التعريف بالحقوق والتشريعات المحلية والقوانين التي تستند عليها المحلية في التعامل مع العاملين في القطاع غير المنظم.
وأضافت أنهم سيشجعون العاملين في القطاع على المطالبة بحقوقهم التي يكفلها لهم القانون، وعلى أنه يمكنهم تكوين آليات للضغط على المسؤولين الإداريين، من أجل تحقيق مطالبهم، أو تضمينها في قوانين العمل، وهذا يتم من خلال الحوارات المجتمعية.
آليات الحملة
وقالت إن حملة “المحلية مالا” أجرت العشرات من الحوارات مع فئات مختلفة من القطاع غير المنظم في محلية أم درمان وتعمل على نشر الوعي من خلال الندوات والمنتديات والمسرح والفنون ونشر الاستبيان و القصاصات التوعوية وكذلك من خلال منصات التواصل الاجتماعي.
وأضافت أن الحملة تهدف إلى نشر ثقافة الحوار المجتمعي بين منسوبي القطاع غير المنظم ، وتعريفهم بأهمية التنظيم وهيكلة .
وقالت رئيسة جمعية كل المهن والرئيس السابق للاتحاد التعاوني النسوي في السودان ، مؤسسة اتحاد بائعات الأطعمة والشاي ، عوضية كوكو، إن ما قام به الشباب والشابات في إطار حملة ” المحلية مالا ” يصب في مصلحة القطاع غير المنظم من أجل تنظيمه، وأضافت “عملنا منذ بداية الألفين كنساء نعمل في الأسواق في شكل جمعيات بهدف حماية بعضنا”.
وأشارت إلى أن هناك انتهاكات ظل يعاني منها العاملون والعاملات في القطاع غير المنظم، ومنذ فترة الحكومة الانتقالية وإلى الأن جهودنا مستمرة للحصول على حقوقنا، وتضمين قوانين تحمي هذا القطاع .
وقالت عوضية نحن نعمل بكل جهد من أجل جعل هذا القطاع منظما من خلال شراكات مع المجتمع المدني، ودللت على ذلك بتدريب ٢٥ رئيسة لجمعيات من القطاع غير المنظم.
وأضافت نعمل على الضغط بكل السبل وكذلك بالتواصل مع وزارة الرعاية الاجتماعية من أجل تنظيم وعمل أكشاك وتوصيل الخدمات من كهرباء ومياه إلى محلات العمل .
استقصائي اختتم رئيس اللجنة الرفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي المعنية بالسودان،محمد بن شمباس اليوم الخميس جولة…
وصف المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو اللقاء الذي جمعه مع نائب وزير الخارجية…
استقصائي استقبل نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي اليوم الاثنين المبعوث الامريكي الخاص للسودان…
استقصائي قالت تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية "تقدم"، إن الغرض من الاجتماع التحضيري للقوى السياسية…
استقصائي قالت الأمم المتحدة أمس أن الأمطار الغزيرة والفيضانات التي تعرض لها السودان مؤخراً…
استقصائي يُنتظر أن تشهد مدينة جدة السعودية مباحثات سودانية أميركية للتشاور بشأن مشاركة الجيش في…