معلومات التواصل

السودان،الخرطوم،الرياض

متواجدون على مدار الساعة

 

 

 

 

أجمع محللون سياسيون، على استنباط حزمة من الرسائل في خطاب قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، أبرزها أن قادة انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر ليسوا على قلب رجل واحد، وأن هناك من يعارض “التسوية”.

و قالوا لـ(استقصائي) إن قائد ثاني الانقلاب بعث برسائله إلى أكثر من بريد، ففي حين واجه قادة وضباطا مسؤولون من التباين في شكل التعاطي مع المتظاهرين، همس في أذن الحرية والتغيير بأنه معهم مؤيدا لـ”التسوية”، ومع الثوار في لجان المقاومة على الرغم من نبذهم لنا.

ووفقا للمحللين فإن حديث دقلو الأخير يؤكد ما قاله المفكر الحاج وراق بأن قيادة الانقلاب ليست على قلب رجل واحد ومصيره إلى زوال، مشير إلى أن ذلك يصب في صالح القوى التي تريد تفكيك المعسكر الانقلابي .

وكان  قائد قوات الدعم السريع نائب رئيس مجلس السيادة  الانقلابي محمد حمدان دقلو أعلن  دعمه للعملية السياسية الجارية بين المدنيين والعسكريين، والتي تهدف لتسوية سياسية تنهي الأزمة التي تعيشها البلاد منذ أكثر من عام، وذلك في أول تصريح من نوعه من قبل المكون العسكري، وانتقد بشدة تعامل السلطات مع المتظاهرين بازدواجية وقمع المعارضين وإغلاق الجسور بوجههم والسماح للمؤيدين بالتظاهر وحمايتهم وفتح الجسور أمامهم.

وقال حميدتي في مخاطبة جماهيرية لتجمع أهلي بالخرطوم أول أمس، إنه مع التسوية الجارية ومع الشباب الذين يتظاهرون في الشوارع مطالبين بالتغيير والحكم المدني وإنه يضع يده بأيديهم، بقوله: «نحن مع الحل الماشي هذا، نحن مع التسوية تماماً، والتسوية تحييكم كل السودانيين وتساويهم، هم ناس يتكلمون عن التنمية عن استقرار ونهضة السودان، هذا ما نريده»، وتابع: «حتى الشباب الذين يشتمونا في الشوارع نحن معاهم وهم ناس»، وذلك في إشارة إلى شباب لجان المقاومة الذين يطالبون بحل قوات الدعم السريع.

تعرية للانقلاب

وقال المحلل السياسي محمد عبد السلام يمثل خطاب قائد مليشيا الجنجويد والرجل الثاني في سلطة الانقلاب تعرية بائنة للانقلابيين وسلطتهم المتهرئة، ويؤكد ما قاله المفكر الحاج وراق ” إن معسكر الانقلاب ليس على قلب رجل واحد ” مشيرا إلى أن ما كان بالأمس همسا في مجالس المدينة عن خلافات بين جنرالات الانقلاب أصبح الآن علناً ، وأضاف من ناحية أخرى وضح من خلال ثنايا الخطاب أن عددا من رؤوس المكون الانقلابي ترفض العملية السياسية ولذا أرسل لهم حميدتي رسالة مفادها أنه بقف مع التسوية ودستور المحامين ورسالته هذه في بريد عدد من الجهات أولا بريد الحرية والتغيير وقوى الثورة  حيث حاول حميدتي من خلالها أن يوضح لهم انه الأقرب لهم وأخرى في بريد زملائه الجنرالات وفي بريد الحركة الإسلامية والتي من الواضح أنه يتوجس منها خيفة .

وقال عبد السلام عموماً ما قاله حميدتي من تصريحات وتصريحات البرهان السابقة توضح أن جنرالات الانقلاب في حالة ضغوط رهيبة داخلية وخارجية وكل هذا بفعل الصمود الأسطوري للثوار طوال عام من عمر الانقلاب.

“خيار وفقوس”

وكما انتقد حميدتي بوضوح ازدواجية تعامل السلطات الأمنية مع المحتجين، والسماح لآخرين بالتظاهر وحمايتهم وفتح الطرقات إلى القصر الرئاسي أمامهم، وإغلاق الجسور أمام المعارضين والاعتداء بالضرب عليهم بقوله: «هناك من يحاولون الوصول للقصر الجمهوري منذ 25 أكتوبر 2021، ولم يسمح لهم بالوصول، وهناك من فتحوا لهم الكباري للوصول»، وتابع: «الوثيقة التي قدموها قبل يومين للقصر الجمهوري، هؤلاء الناس منذ 25 أكتوبر يجازفون يومياً ويموتوا ليل ونهار، من أجل الوصول للقصر الجمهوري، لماذا لم يصلوا»، وهناك آخرون فتح لهم «الكبري للوصول للقصر الجمهوري، مَن فتحه».

 

واعترف حميدتي بتعقد الأوضاع في البلاد بعد أكتوبر واتساع دائرة الأزمات، بقوله «المشاكل زادت وما نقصت وأحسن نصل لحل»، وفي تلميح لأنصار نظام الرئيس المعزول عمر البشير الذين عادوا للظهور مجدداً، ورغبتهم في العودة للسلطة مجدداً: «من يرغب في رجوع السودان إلى ما قبل 2018 فهو كاذب».

 

وحذر قائد الدعم السريع من مندسين ومحرضين، وفصل قائلاً: «آمل ألا يحسب كلامي هذا على كل الآخرين، بل هو فعل حفنة معينة من البشر، وليست جهة محددة من السودان»، وأضاف: «هم جماعات تربطها مصالح مشتركة، تعمل على حمايتها والحفاظ عليها، بإثارة الفتن تحت مظلة التهميش»، وتابع: «التهميش في كل السودان، يبدأ من الشمالية، وشرق السودان، ودارفور».

مصالحات قبلية

ودعا حميدتي لمصالحات بين المكونات السودانية ووقف النزاعات الأهلية، مطالباً رجال الإدارة الأهلية من «نظار وعمد» القيام بدورهم والإسهام في حل هذه المشاكل والاقتتال القبلي وإعمال المصالحات، وتابع مؤكداً «نحن مع الحل، نحن مع التسوية تماماً، لأنها تحيي المواطنين وتساوي بينهم، ومن يطالبون بالتسوية يطالبون بتنمية السودان واستقراره، لذلك نحن معهم».

 

ودعا حميدتي الحركات المسلحة غير الموقعة على اتفاقية سلام جوبا، وعلى وجه الخصوص الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبد العزيز الحلو، وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد النور، بالتزام مواقعهم وعدم الاعتداء على المواطنين، وفي ذات الوقت تعهد بحماية المواطنين من اعتداءاتهم، وقال: «لن نهاجمكم في مواقعكم التي تسيطرون عليها، لكن إذا تركتم مواقعكم واعتديتم على المواطنين، سوف نحمي المواطنين وندافع عن أنفسنا، فالدفاع عن النفس مشروع»، مبدياً تقديره لمواقفهم الرافضة لاتفاقية السلام في الظروف الحالية التي تعيشها البلاد.

مثيرو الفتن

وحمل نائب رئيس مجلس السيادة المسؤولية عن تفشي النزاعات والاقتتال الأهلي في دارفور وغرب كردفان وشرق السودان إلى مجموعات لمح إليها بأنها تعمل داخل المجتمعات المحلية وتثير الفتن بين القبائل والعشائر، بقوله: «لماذا لم تكن هناك مشاكل قبل التغيير، نعم كانت هناك مشاكل، لكنها ليست كما الآن»، وطالب المواطنين بكشفها ومساعدة الدولة بتوفير المعلومات عنهم، وقال: «هناك غرف كثيرة تعمل على خلق المشاكل… شوفوا سبب المشاكل، وارفضوا (الجراثيم) التي تعمل داخلكم، الذين يقتلونكم ويقتلون أولادكم وأهلكم، لا تتفرجوا عليهم بل دلونا عليهم». وبشأن الاتهامات التي توجه له ولقوات الدعم السريع بالاشتراك في النزاعات المحلية، أبدى حميدتي استعداده للمحاسبة ومقابلة لجان التحقيق، بقوله: «نحن جاهزون للجان التحقيق، رغم أن التجربة أثبتت أن لجان التحقيق لم تأت بنتائج»، وسخر من هذه اللجان، بقوله: «حتى لو وصلت التحقيقات لنتائج، فإنها تخفى في أدراج المكاتب».

من جهته قال الناشط السياسي عماد الحاج إن حميدتي يريد أن يكون قريبا للشارع ويسيطر عليه بأي طريقه وحديثه تلميح لان ما حدث منذ 25أكتوبر 2021م هو غير موافق عليه من قتل للشباب واعتقالات حتى تنازل في حديثه عن من يرتكب خطأ داخل الدعم السريع ، يحاول حميدتي أن يقول إنه هو محايد وليست طرفا فيما حدث بل يتجاوز خانة الحياد إلى دعمه الثوار .

خلاف بين الانقلابيين

وذهبت الناشطة السياسية إجلال آدم في ذات الاتجاه مؤكدة على أن الخطاب نابع من اختلاف بين مكونات الانقلاب، وتابعت  أن حديث حميدتي عن فتح الكباري للكيزان يعني احتمال عودتهم للسلطة وهذا ما لا يريده حميدتي الذي أراد ترجيح كفة التسوية لقطع الطريق على الكيزان، لأن عودتهم ليست في مصلحته، لأنه يعي ما يمكن أن تفعله الحركة الإسلامية إذا عادت، فستعمل بكل قدرتها على تدمير الدعم السريع وإخراجه من المشهد عكس الحرية والتغيير التي تتحدث عن عملية دمج داخل الجيش.

وأكدت أن ما يحدث داخل المعسكر الانقلاب في مصلحة الحرية والتغيير من أجل تحقيق مكاسب في العملية السياسية القادمة .

  إدريس عبدالله

Share:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *