معلومات التواصل

السودان،الخرطوم،الرياض

متواجدون على مدار الساعة

السيطرة على دارفور : تعقيدات عسكرية وسياسية

دارفور – استقصائي

سيطرت قوات الدعم السريع على الفرقة السادسة للجيش صباح اليوم الأحد، وانتشرت في معظم أحياء مدينة الفاشر، وسط تضارب الأنباء حول مصير القوات المشتركة، وتشهد المدينة موجة نزوح واسعة للسكان، وبهذا بسط الدعم السريع سيطرته على إقليم دارفور، وينعكس هذا مباشرة على دور مني أركو مناوي قائد حركة جيش تحرير السودان حاكم إقليم دارفور، والذي فقد نفوذه على الإقليم، وقالت مصادر من بورتسودان أن غضبا مكتوما وقلق من ردة فعل الحركات المسلحة الدارفورية من سيطرة الدعم السريع على الفاشر وبعد فشل الجيش في فك الحصار عنها.

السيطرة على دارفور

تعد مدينة الفاشر آخر المدن التي كان يسيطر عليها الجيش في إقليم دارفور، وهي العاصمة وتتمركز فيها قوات كبيرة من الجيش والحركات المسلحة وخاصة حركة جيش تحرير السودان التي يقودها مني أركو مناوي والذي تم تنصيبه حاكما للإقليم عقب اتفاق سلام جوبا خلال الفترة الانتقالية التي أعقبت سقوط نظام البشير، إلى جانب حركة العدل والمساواة وحركات دارفورية أخرى، وهذا القوات المتحالفة مع الجيش تعرف بالقوات المشتركة، وظلت تدافع عن الفاشر (16) شهرا، وفرضت قوات الدعم السريع حصار قاسي على المدينة، وتكبدت خسائر كبيرة من الجنود والآليات الحربية، إلى أن سيطرت عليها اليوم الأحد، وبهذا تكون قد فرضت سيطرتها على إقليم دارفور بالكامل، وخاصة بعد سيطرتها على الحدود الغربية المتاخمة لدولة تشاد وليبيا ومصر وأفريقيا الوسطى والحدود الجنوبية مع دولة جنوب السودان.

مصير مجهول

قالت قوات الدعم السريع أنها دخلت الفرقة السادسة ومعظم أحياء الفاشر بعد هجوم كثيف ومن عدة محاور على الأحياء خارج سيطرتها وعلى الفرقة السادسة، وأنها دمرت آليات وقتلت أعداد كبيرة من جنود المشتركة وأسر قادة كبار، وفي بيان لتحالف تأسيس ورد أن تحرير الفاشر بحسب البيان كان بعد معارك ضارية وجاء في البيان “ُيعلن تحالف تأسيس وبكل فخر واعتزاز، عن تحرير مدينة الفاشر بالكامل على يد قوات تأسيس الباسلة، بعد ملحمة بطولية سطرها الأشاوس في مواجهة فلول النظام البائد ومليشياته. ” ، في الوقت الذي قال داعمين للجيش في مواقع التواصل الاجتماعي أن الجيش انسحب قبل يوم من الهجوم على الفرقة السادسة، ولم يصدر بيان رسمي من قيادة الجيش، أو من القوات المشتركة، ورفض الناطق الرسمي الرد على أسئلة الصحفيين.

أسرى ونازحين

قالت مصادر متطابقة أن قوات الدعم السريع أسرت ضباط وقادة من القوات المشتركة، وظهر في مقطع فيديو أسير بيد الدهم السريع، عرف نفسه بالعميد ركن محي الدين عثمان صالح، وقال أنه المسئول الإداري في الفرقة، إلى جانب رائد وملازمين، ولا توجد معلومات دقيقة عن قائد الفرقة اللواء أحمد محمد الخضر، ونزوح المدنيين بأعداد كبيرة من المدينة فور سيطرة الدعم السريع عليها، واتجهوا إلى مناطق المعسكرات بشمال دارفور ونحو مدينة طويلة.

“مناوي” في مأزق

أفاد عدد من الناشطين والصحفيين في بورتسودان بأن ترقب حذر يسيطر على مجالس المدينة، إذ ينتظر ردة فعل قادة القوات المشتركة المتواجدين في بورتسودان طيلة فترة حصار الفاشر في انتظار فك الحصار عنها، وعلى الرغم من سخط أبناء الحركات من فقدهم السيطرة على الفاشر محملين قادة الجيش المسئولية وسط اتهامات بالتقاعس، إلا أن بعض أبناء دارفور غاضبين من قادة الحركات وفي مقدمتهم مني أركو مناوي بحكم منصبه حاكم إقليم دارفور، وبعد فقد السيطرة على مدينة الفاشر الاستراتيجية، فقد السيطرة على كافة الإقليم الأمر الذي يجعل موقفه في غاية التعقيد، والمفارقة أن الرجل الذي عرف عنه النشاط الإعلامي الكثيف عبر منصات التواصل الاجتماعي لم يعبر عن الأحداث اليوم في الفاشر لا سلبيا أو إيجابيا

تعقيدات عسكرية

قال خبير عسكري أن سيطرة الدعم السريع على الفاشر يدعم تحركا عسكريا في اتجاه الوسط، والشمال وقال الخبير العسكري أن قوات الدعم السريع أمنت خط الإمداد عبر المسار الغربي والجنوبي، ومن الراجح الاستفادة من القوات الكبيرة التي تم تجميعها في الفاشر في مناطق أخرى وبالذات في شمال كردفان وفي مدينة الأبيض.

 

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *