“أنقذوا السودانيين في الكفرة”.. نداء من قلب الحدود الليبية المنسية
الحدود الليبية – الاستقصائي
في واحدة من أكثر الزوايا المنسية من الأزمة السودانية، أطلق لاجئون سودانيون عالقون في مدينة الكفرة الليبية نداءً إنسانيًا استغاثوا فيه بالسفارة السودانية وبضمير العالم، بعد أن وجدوا أنفسهم محاصرين على تخوم الصحراء، بلا حماية ولا أمل في العودة.
ويقول اللاجئون إنهم فروا من الموت في السودان، ليواجهوا قهرًا جديدًا في المنافي. “جئنا إلى ليبيا نحمل في قلوبنا أملًا بأن نحتمي إلى حين أن يعود وطننا آمنًا، لكننا وجدنا حياة لا تليق بالكرامة ولا بالإنسان”، جاء في نص النداء الذي تداولته منصات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.
في الكفرة، مئات العائلات السودانية تعيش أوضاعًا مأساوية، بحسب ما أفاد شهود، بعد أن أُغلق مثلث العوينات الحدودي، ما جعل العودة إلى السودان حلمًا بعيد المنال، بينما تُرك اللاجئون بلا مأوى، بلا علاج، وبلا أي تواصل أو دعم من السفارة السودانية في طرابلس.
أحد المتحدثين قال لموقع استقصائي:
“طريق المثلث مقفول، يعني العودة أصبحت حلم بعيد، والوضع في الكفرة لا يُطاق. غير الكشات والانتهاكات، الناس عايشة في خوف دائم ومهانة مستمرة.”
النداء، الممهور بهاشتاقات مثل #أنقذوا_سودانيي_ليبيا و**#الكفرة_تنزف**، حمل انتقادات حادة للسفارة السودانية التي اتُّهمت بالتقاعس الكامل عن أداء دورها، رغم ما وصفه المتحدثون بـ”الوضع الكارثي” الذي يعيشه العالقون.
“نحن لا نطلب صدقات، بل نطالب بحقنا في أن نُعامل كبشر. أن يُفتح لنا طريق العودة الآمنة، وأن تتحمل السفارة مسؤولياتها،” يقول أحد اللاجئين في رسالته.
مصادر من داخل المدينة أكدت لموقع استقصائي أن بعض الأسر السودانية تتواجد في مزارع مملوكة لمواطنين ليبيين، وسط أوضاع إنسانية مزرية، ومعاملة وصفت بـ”القاسية”، ما دفع البعض لمحاولة الهروب عبر طرق تهريب خطيرة باتجاه مصر، رغم ما تشكله من تهديدات أمنية واحتمالات الموت.
أحد المتضررين أضاف:
“الوضع لا يحتمل. الطريق مغلق والناس بتخاطر بالتهريب إلى مصر، والطريق خطر، فيه نهب وحتى موت. نتمنى أن تتدخل الدولة وتنظم رحلات إجلاء في أقرب فرصة، لأن ما نعيشه أصعب من الخيال.”
وفي ختام رسالتهم، وجه اللاجئون نداءً إلى الشعب السوداني: “إذا تحرر السودان، فلا تنسوا من ماتوا في المنافي صمتًا، ومن عاشوا غربتهم مضاعفة: غربة عن الوطن، وغربة عن الإنسانية.”
مئات السودانيين في الكفرة ما زالوا ينتظرون أن يمتد إليهم خيط من وطنٍ غائب، وأن يتذكرهم ضميرٌ رسمي غارق في صمت مريب.