معلومات التواصل

السودان،الخرطوم،الرياض

متواجدون على مدار الساعة

 

 

 

 

 

حصدت الحركة الثقافية والأوساط المهنية السودانية خلال العام الجاري عشرات الجوائز العالمية.

وشهد نوفمبر الجاري فوز سبعة سودانيين بجوائز مختلفة، الأمر الذي أثار العديد من التساؤلات حول سبب الانفتاح الكبير على المشاركات والمنافسات الدولية، مهنية كانت أم ثقافية؟

وفي حين سلطت كثافة الجوائز التي هبطت على السودان مؤخرا، الأضواء على الأدباء والكتاب والفنانين السودانيين، برز التساؤل: لماذا لم يشهد السودان خلال حكم  الإنقاذ الذي امتد على طول وعرض 30 عاما، ذات القدر من الجوائز التي حصدها سودانيون وسودانيات خلال شهر واحد؟

 

وطبقا لناقدين فنيين وصحفيين فإن كثافة الجوائز في الفترة الأخيرة واحدة من ثمار ثورة ديسمبر المجيدة التي أفلحت في إسقاط نظام الجبهة الإسلامية الذي عمل على قتل روح الابتكار والتفكير وعطل الحركة الثقافية، من خلال إغلاق الأندية الثقافية ودور السنيما.

وأشاروا إلى أن الحركة الثقافية خرجت من “البيات” القسري الذي أجبرتها عليه الإنقاذ أكثر قوة من ذي قبل، وذلك بفضل تراكم التجارب خلال مقاومتها المستمرة للسلطة.

 

وحاز السودان على عدد من الجوائز، ضمن فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للسينما في نسخته الجديدة ٢٠٢٢، حيث نال فيلم (بعيدًا عن النيل): جائزة آفاق السينما لأفضل فيلم واقعي، فيما ذهبت جائزة أفضل ممثل للفنان ماهر الخير عن فيلم السد للمخرج اللبناني علي شري. وفي جائزة “سينرجي” وجائزة “فيلم انديبندنت”، فاز مشروع فيلم (هش) للمخرجة سالي الباشا والمنتج طلال عفيفي، فيما ذهبت جائزة” ماد سوليوشن” لمشروع فيلم (سراج في العتمة) للمخرج الطيب مهدي،بالشراكة مع مشروع فيلم (ملكة القطن) للمخرجة سوزانا ميرغني.

كما حاز الكاتب السوداني حمور زيادة على الجائزة التقديرية للأدب العربي من معهد العالم العربي بباريس، ومؤسسة جان لوك لاغادير، في دورتها العاشرة للعام ٢٠٢٢،عن رواية “الغرق ” المترجمة للفرنسية بواسطة المترجمة مارشيلا روبين. ومن جهتها أعلنت إحدى شركات الإنتاج الفني (one team)؛ عزمها لتحويل الرواية لعمل درامي قريبا.

كما حصل الصحافي السوداني، محمد الأمين الشهير بـ (مرايا) على جائزة “مارتن اودلر” في الصحافة المستقلة، ضمن 3 صحفيين حصلوا على الجائزة للعام 2022.

وتعد الجائزة من أرفع الجوائز العالمية في مجال الصحافة المستقلة وتعطى للصحفيين الذين يعملون بشكل مستقل في أماكن خطرة بالعالم.

وتمكنت الإعلامية السودانية مشاعر عبد الكريم من الفوز بجائزة الإعلاميين قادة الرأي العام لسنة 2022 (الاهتمام بقضايا المرأة)، التي تنظمها منظمة المرأة العربية، ضمن ثلاثة فائزين، اسماء الفاسي من المغرب وسامي كليب من لبنان.

حول ذلك قال الناقد الفني هيثم الطيب إن هذا جهد شعبي ومجتمعي ونجاح للشعب كله لأنه يدعم ويقف ويساند كل مشاركة خارجية، أما الدولة فهي في ضفة أخرى وكأن هذه المشاركات لا تتم  باسم الوطن الظافر .

وأضاف لو وجدنا إمكانيات المشاركة في كل محفل لحققنا نجاحات كل يوم، وتابع لكن الدولة وعقلها الذي لا يعترف بالثقافة كطريق لتحقيق كل الحلول الوطنية يقتل طموح بعضنا وإنجازات بعضنا ويقتل الوطن في حد ذاته وهذا ما شهدته فترة الثلاثين عاما.

وقال سنحقق كل النجاح لو فتحنا لكل مبدع في بلادنا فرصة للمشاركة في كل مسابقة رسمية خارجية، فوجودنا مهم لاكتساب خبرات وتجارب جديدة ولتقديم انفسنا للعالم الخارجي الذي لا يعرفنا بالشكل الحقيقي والمطلوب، وأضاف أن المشاركات الدولية تقدمنا للعالم وتقدم إبداعنا المتنوع وثراء ثقافاتنا.

وتابع يجب أن تعرف مؤسسات الدولة ذلك، ومؤخرا لأن الفرص في المشاركة كانت كبيرة والعزيمة على تواجدنا هناك كان عظيما ولأننا مشينا خطوات في مجال التجويد الإبداعي العالمي حققنا نجاحات كثيرة..

وقال هيثم ذلك يعني أننا لو وجدنا فرصا أكثر سنحقق نجاحات أكثر، والمدى الزمني القريب يحتوي على مشاركات وتفوق سوداني في مجالات إبداعية مختلفة وهذا يقودنا للقول،إننا نحتاج فقط لأن نكون داخل كل ملتقى ومهرجان ثقافي وفني لأن الناتج الإبداعي عندنا مختلف ثراء ومتنوع فكرة وصورة ورؤية ومتعدد اتجاهات وهذه عوامل نجاح حقيقية.

من جهته قال الصحفي والناقد الفني مأمون التلب إن  حكم الجبهة  الإسلامية  من ١٩٨٩م وحتى ثورة ديسمبر ٢٠١٨ كان تجربة مفيدة وأكثر فائدة  بنسبة للفنانين والمثقفين  والكتاب موضحا أن تلك التجربة القاسية  مشابهة  لتجربة  الفاشية  في أوربا  بعدها انطلقت نهضة أوربا وتابع  لأنها تعلمت من التجربة.

وأضاف، قائلا: أعتقد أن الكتاب والفنانين والمثقفين تعلموا  كثيرا  من هذه التجربة، على الرغم من أن هناك تدهورا في الجانب السياسي نتيجة لسياسيات الجبهة الإسلامية التي عملت على خلق صراعات لإنهاء الخصم السياسي، وكانت تعمل على شق الصف وتوسيع الصراع بين الفاعلين السياسيين ،ولكن في الجانب الثقافي كانت المقاومة كبيرة جدا وكان هنالك تماسك ، ولذلك خرج بعد ثورة ديسمبر إنتاج ثقافي وإبداعي في جوانب كثيرة.

وأضاف أن الثورة ساهمت في الانتباه لذلك المنتج والتسويق له خارجيا، لافتا إلى أن السودان كان من قادة الجباه العالمية منذ الثمانيات وكانت آخر أخبار عالمية عن السودان يمكن تكون ثورة أبريل وإعدام الأستاذ محمود محمد طه، أو المجاعة 88 وبعد ذلك تصدرت الحركة الإسلامية وقال  التلب إن الثورة السودانية لم تدعم الإبداع فقط بل دعمت كل شيء من الوعي السياسي والثقافي، وجذب الوعي الوطني كثيرا من المبدعين الذين هاجروا بعد سيطرة الإسلاميين وعادوا بخبرات وفن كبير وإنجاز ومشاريع جميلة .

وطبقا للتلب فإن الجوائز قبل الثورة على قلتها قبل الثورة كانت موجودة، ولكن  الثورة دفعت تجربة السودان  ودعمت المبدعين واعتقد أن الديكتاتورية والإسلامية الفاشية درس تعلم منه السودانيون وظهر ذلك في وعي الشباب وأعتقد أن طريق السودان طويل ومحفوف بالمخاطر ولكن هؤلاء الشباب قادرون على تحقيق ما يريدون .

استقصائي  إدريس عبدالله

Share:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *