معلومات التواصل

السودان،الخرطوم،الرياض

متواجدون على مدار الساعة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ترجم شباب وشابات حي اليرموك في جنوب الحزام كلمات أغنية “حنبنيهو” إلى واقع، فجعلوا من “مكتب بسط الأمن الشامل” مكتبة، على غرار  مكان السجنِ مستشفى، ومكان المنفى كليّه، ومكان الأسري ورديّه.

وانطلاقا من ضرورة تحويل مكان الطلقة والقمع والبطش ومصادرة الحريات إلى ما ينفع الناس، اتفق مواطنون وناشطون وأعضاء لجان  المقاومة بالمنطقة على قطف ثمار ثورة  ديسمبر  المجيدة  والشروع فورا في تحويل مكتب الرعب و وهو المكان الذي تدار منه اجتماعات المؤتمرالوطني”مكتب بسط الامن الشعبي ” إلى مكتبة  للتنوير  المعرفي .

وبحسب آدم عبدالكريم عضو لجان مقاومة  جنوب الحزام و أحد مؤسسي مكتبة اليرموك فإن  لجان المقاومة أقدمت على هذه الخطوة بغرض إنزال وترجمة شعار “حنبنيهو ” على الأرض، وذلك من خلال  تحويل مكتب لما كان يُعرف ببسط الأمن الشامل إلى مكتبة .

وتابع إن المكتب لم يكن مخصصا لبسط الأمن الشامل فقط بل كان يستخدم كمقر لواجهات المؤتمر الوطني من أمن شعبي وأمن طلابي، ليديرون منه ممارساتهم السئية تحت  إشراف كوادر المؤتمر الوطني.

وقال آدم إن كوادر المؤتمر الوطني التي كانت تدير المكتب فرّت منه خوفا من مواطني جنوب الحزام، وتركته فارغا بعد ثورة ديسمبر و سقوط النظام المخلوع.

 

وأضاف استلمت لجان المقاومة المكتب، واستغلته في البداية كمقر للجان اليرموك لفترة ثلاثة إلى أربعة أشهر بعدها قررت اللجان أنها ليست بحاجة لمقر ولا بد من الاستفادة من المكتب، فجاءت فكرة المكتبة، فأدرنا نقاشا  حول الموضوع مع  سكان منطقة اليرموك، وتم الاتفاق على مشروع المكتبة.

وطبقا لآدم، فإنهم يستندون في الجانب القانوني للمادة(5) من قانون الحكم المحلي الصادر من وزير الحكم الاتحادي آدم يوسف الضي بنزع كل دور و مقرات اللجان الشعبية التي هي واجهات المؤتمر الوطني لتعود إلى لجان الخدمات و التغيير.

ويضيف آدم، أنه عقب الاتفاق على المشروع، بدأنا كلجان الخدمات و التغيير باليرموك في جمع التبرعات، وجمع الاشتراكات فيما بيننا و فرضنا على كل شخص أن يتبرع بعدد من  الكتب فتحصلنا  خلال يومين فقط على(200) ، كما تلقينا دعما من لجان مقاومة جنوب الحزام تنسيقية مايو متمثلا في مجموعة من الكتب ومساهمات مالية من أجل إنشاء المكتبة.

 

ومن جانبه قال احد مؤسسي مكتبة اليرموك ادم عبدالكريم (زيكو )،  إن  فكرة المكتبة تبلورت في مخيلة أحد شباب اللجان المشاركين في منتدى شباب اليرموك الثقافي الفكري  فتم طرح الفكرة لبقية الشباب قبلوا بها  وتبنوها بعد إيمانهم بها  فكانت أولى الخطوات هي دعوة لاجتماع عام لكل أبناء المنطقة ومن ثم طرح الفكرة فكان القبول من جميع أهل المنطقة  بمختلف التخصصات والانتماءت الفكرية .

وبحسب زيكو فإنهم كانوا يقومون بأعمال   الترميم في أوقات الفراغ في أول الأمر “شخصين إلى ثلاثة أشخاص” لكن مع مرور الزمن التف حولهم  عدد كبير من   شباب وشابات المنطقة.

وأضاف أن كل خطوات التعمير من صيانة للأبواب والشبابيك وأدوات الكهرباء وأعمال الجبص والنقاشة تمت بجهودات الشباب من خلال”الشيرنق”  سواء من  قبل الشباب بالداخل أو رفاق النضال بالخارج.

ويتابع، أطلقنا حملة لجمع الكتب لتغذية المكتبة، تحت عنوان  (كتابي وكتابك ) فكنا نستقبل ما يقارب العشرين كتاب في اليوم الواحد من متبرعين من أهل المنطقة،  وتفاعل المجتمع مع نفير إعمار المكتبة فكان   الشاي والفطور حاضرا من الأهل و الجيران حول المكتبة و كان عابرو السبيل تأخذهم الحماسة فيتبرعون بمبالغ مالية أو يتوقفون للعمل معنا نصف ساعة قبل أن يغادروا.

 

يقول عضو منتدى شباب اليرموك زهير عبد الله، بعد سقوط نظام البشير في 2019م  أقمنا عددا من المنتديات ثم توقفنا لأسباب مختلفة، ففكرنا في إقامة منتدى فأنشأنا “منتدى شباب اليرموك الثقافي الفكري ” قبل تأسيس المكتبة بعام أو يزيد، وفي أول منتدى ناقشنا “التعايش السلمي” ثم ناقشنا قضية “علمانية الدولة” فأحدث ذلك حراكا و جدلا واسعا وسط المجتمع المحلي ، كنا نفرد المساحات للمجتمع للنقاش لا نتبنى رأي جهة و استمر المنتدى تسعة أشهر.

وطبقا لزهير، فإن بعض مؤسسي المنتدى يمينيون و بعضهم يساريون وبينهم مستقلون لذلك تتنوع القضايا التي يناقشها المنتدى.

و من المنتدى نشأت في عام 2020م فكرة “مكتبة اليرموك” حيث توافق الشباب على إنشاء مكتبة عامة و بالفعل تم إنشاء   المكتبة بجهد و دعم  ذاتي من شباب منطقة جنوب الحزام عموما وتم افتتاحها في 1/1/2022م بتشريف الروائية استيلا قايتانو و من مبادرتها “اصنع فرقا بكتاب” قدمت دعما للمكتبة لذلك نحن نعتبر المكتبة بمثابة” الوليد الشرعي” لمنتدى شباب اليرموك الثقافي الفكري.

يقول زهير عبد الله في حديثه  إن المكتبة تفتح أبوابها  من الرابعة  مساء حتى الثامنة مساء يوميا و تضم المكتبة  أكثر من ألف كتاب في مختلف التخصصات و استحدثنا نظام  “إعارة الكتب” حيث يتيح النظام استعارة العضو لكتاب معين لفترة أسبوعين.

يذهب زهير إلى أن هنالك  ازديادا في التعاطي مع المكتبة لاحظنا  ذلك من خلال زيادة كبيرة في عدد الكتب المستعارة حيث وصلنا مرحلة   “الكتب المستعارة خارج المكتبة” اكثر من “الكتب داخل المكتبة” مما يعني أنه تمت استعارة اكثر من 700 كتاب  في شهر واحد.

ومن جانبه قال  المواطن إسحاق آدم يسكن اليرموك مربع 4 و يعمل تاجرا في سوق مايو إن  تأثير المكتبة و المنتدى لم يقتصر على منطقة اليرموك  فقط بل امتد  ليشمل كافة المجتمع جنوب الحزام و الدليل على ذلك إقامة مكتبة الشاحنات ومكتبة اطفال مايو ومكتبة السلمة مربع 1 ومكتبة الشهيد عاصم ومكتبة الشهيد قاسم الصادق بالإضافة إلى إنشاء مكتبات في مربعات أخرى بجنوب الحزام على غرار تجربة اليرموك الناجحة و نشاط المكتبة و المنتدى عرف المجتمع بنا و بمنطقتنا و بقضايانا،  الآن عندما تفتح “قوقل و تكتب “مكتبة اليرموك الثقافية تنهال عليك المعلومات عن المنطقة و عن المكتبة و المنتدى وبذلك عبرت المكتبة إلى بوابة العالمية .

ويرى محمد حامد  أن مبادرة مكتبة اليرموك نموذج متفرد ومبادرة خلاقة تركت أثرا واضحاً في تغيير مفاهيم كثيرة أهمها التواصل مع  المجتمع في قضاياه عبر المنتديات الثقافية والورش فاكتسب المجتمع المهارات الخاصة باكتساب المعارف إضافة إلى أن المكتبة كان لها دور كبير جدا في سد نقص المعلمين بمدارس المنطقة فصدرت المكتبة عددا من كوادرها إلى مدارس المنطقة لسد النقص

أيضا كذلك يرى المواطن علي زكريا يسكن مايو الحارة 14 أن مكتبة اليرموك الثقافية إضافة حقيقية لمنطقة مايو بصفة خاصة ولجنوب الحزام بصفة عامة، حيث أثبتت أن ثورة ديسمبر المجيدة ثورة معرفة و ثورة وعي و ثورة فكر، مشيرا إلى أن المكتبة أثرت فيهم تأثيرا إيجابيا.

ويقول علي الشيخ الآن إذا سألت أاي شخص  عن المكتبة و المنتدى سيقول لك “أصبحنا نعرف ما يدور في الساحة السياسية معرفة تامة، وأتمنى من الله أن يوفق الشباب في هذا العمل الكبير.

استقصائي  عمر هنري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *