معلومات التواصل

السودان،الخرطوم،الرياض

متواجدون على مدار الساعة

مخرجات نيروبي خطوة نحو وحدة القوى الوطنية الحية وإنهاء الحرب

محمد ضياء الدين

يمثل إعلان القوى الوطنية الديمقراطية السودانية الموقعة على وثيقة إعلان المبادئ، إلى جانب المذكرة الداعية لتصنيف المؤتمر الوطني/الحركة الإسلامية وواجهاتها كمنظومة إرهابية، حدثا سياسياً مهماً أُعلن عنه اليوم في مؤتمر صحفي بنيروبي. يأتي هذا التحرك في وقت مهم، حيث يتطلع الشعب السوداني نحو الحرية والسلام رغم تعقيدات الحرب وإفرازاتها الكارثية على الوطن.
جاء هذا الإعلان ليعبر عن وعي جمعي ناضج، يبحث عن مخرج وطني شامل لأزمة التطور الوطني في بلادنا.

وتكمن أهمية هذا الحدث في قدرته على إعادة ترتيب أوراق المشهد السياسي، من خلال بلورة رؤية موحدة تستند إلى تشخيص واضح لأسباب الأزمة، وفي مقدمتها عسكرة الحياة السياسية وهيمنة مشروع الإسلام السياسي الذي اعتمد العنف وسيلة، وعمل بشكل منهجي على تقويض أي مسار ديمقراطي. لذا، فإن الموقف الحازم الرامي إلى تصنيف هذه الجماعة كمنظومة إرهابية يعبر عن إدراك عميق لدورها في إشعال الحروب وتفكيك مؤسسات الدولة وإشاعة خطاب الكراهية وتوظيف الدين لخدمة مشروعها السلطوي الدموي. هذا التصنيف يستهدف المنظومة الفاسدة وليس المجتمع، ويهدف إلى حماية مستقبل البلاد وليس تصفية حسابات مع أي جهة. ومن المهم الإشارة إلى أن التصنيف بالإرهاب يعني فقط الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني وواجهاته الراهنة وحتى المحتملة، ولا يشمل هذا الوصف بالضرورة قوى الإسلام المدني المعتدل السياسى أو المجتمعي .

كما ومن الأهمية الإشارة أن تأييد مبادرة الرباعية لم يكن إستجابة لضغوط خارجية، بل لأن المبادرة جاءت منسجمة مع تطلعات السودانيين وإرادتهم الوطنية الحرة، ومع رؤيتهم لإنهاء الحرب عبر حل سياسي شامل يفضي إلى سلطة مدنية ديمقراطية. فالمعيار هو توافق الإرادة الدولية مع الإرادة الشعبية وليس العكس، وهو المبدأ ذاته الذي يحكم الموقف من تصنيف قوى الاستبداد والردة عن مسار الثورة.

وبالتالي، يبعث هذا التطور السياسي المهم برسالة أمل لشعب أنهكته المعاناة، مؤكدة أن وحدة القوى المدنية الديمقراطية ممكنة، وأن إستعادة الحكم المدني ليست حلماً بعيداً، بل مشروعاً وطنياً لا بد منه، يقوم على وضوح الرؤية والالتزام بخط الشارع ومبادئ إنتفاضة ديسمبر الثورية المجيدة والحفاظ على الثوابت الوطنية، وتوحيد الجهود الوطنية من أجل بناء جبهة عريضة قادرة على إنهاء الحرب وتحقيق سلام عادل، وفتح أفق الحياة لشعب أنهكته المعاناة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *