معلومات التواصل

السودان،الخرطوم،الرياض

متواجدون على مدار الساعة

دارفور تنزف صمتاً: أطباء بلا حدود توثق جرائم اغتصاب وقتل ممنهجة ضد المدنيين

متابعات – استقصائي

كشفت منظمة أطباء بلا حدود (MSF) عن تصاعد مقلق في جرائم العنف الجنسي بشمال دارفور، حيث استقبلت مئات الضحايا والناجين منذ هجوم قوات الدعم السريع على مخيم زمزم في أبريل الماضي. التقرير الصادر عن المنظمة يوثق شهادات مروعة، بينها قصة فتاة شهدت مقتل والدتها قبل أن تتعرض للاغتصاب المتكرر، في ظل أوضاع إنسانية كارثية وصمت دولي مستمر.
صدمة لا تُنسى
آنا*، وهي قابلة تعمل مع أطباء بلا حدود منذ 18 عاماً، استُدعيت على عجل إلى غرفة الطوارئ بعد هجوم زمزم، حيث توافد عدد كبير من النساء والفتيات اللواتي تعرضن للاغتصاب. تقول: “كان المكان يعج بالصراخ، وفي وسطه جلست فتاة صامتة بالكاد ترفع بصرها. عندما طلبت منها الحديث، روت لي كيف أُجبرت على مشاهدة مقتل والدتها قبل أن يغتصبها المعتدي مراراً.”
استهداف ممنهج للمجموعات غير العربية
منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، تواجه المجموعات غير العربية – مثل المساليت والزغاوة والفور – استهدافاً متزايداً. وبحسب التقرير، تسيطر قوات الدعم السريع على معظم طرق الخروج من الفاشر وتهاجم الفارين، الذين يتعرضون للاغتصاب والتعذيب والقتل.
تزايد أعداد الضحايا
بيانات أطباء بلا حدود تظهر أن عدد ضحايا العنف الجنسي الذين تلقوا رعاية في مستشفى طويلة ارتفع من تسعة فقط بين يناير ومارس 2025 إلى 121 بين أبريل ويونيو، ثم إلى 339 خلال يوليو وأغسطس. ورغم أن تعزيز أنظمة الإحالة ساهم في ارتفاع الأرقام، إلا أن ذلك يعكس حجم انتشار العنف الجنسي في الإقليم.
وتوضح آنا أن “الاعتداءات لم تتوقف عند هجوم زمزم، بل ما زالت تتكرر أسبوعياً في الفاشر ومحيطها”، مشيرة إلى أن هناك إشارات إلى وقوع حالات عنف جنسي ضد الرجال أيضاً، لكن الوصمة والخوف يمنعان الكثيرين من الإبلاغ.
دعوة عاجلة للحماية والمساءلة
من أبريل إلى أغسطس 2025 فقط، لجأ أكثر من 600 ضحية وناجٍ من العنف الجنسي إلى المرافق الطبية المدعومة من أطباء بلا حدود في شمال دارفور. وتؤكد المنظمة أن “وحشية ما يحدث لا يمكن تجاهلها، ويجب أن تُوثق الجرائم وأن يتخذ المجتمع الدولي إجراءات عاجلة لحماية المدنيين ومحاسبة الجناة”.
وتختتم آنا بالقول: “الناجون بحاجة ماسة إلى دعم شامل ومجاني وسريع، يشمل الرعاية الطبية والنفسية والاجتماعية. لا يمكن للعالم أن يغض الطرف عن الفظائع المستمرة في دارفور.”
* تم تغيير الاسم لأسباب أمنية
من صفحة أخبار منظمة أطباء بلا حدود (MSF) – شرق إفريقيا.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *