حظي خطاب نائب مجلس السيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، بترحيب واسع من ساسة وأكاديميين وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأجمعت معظم التعليقات على الخطاب على أنه “متفرّد” ومختلف، خاطب القضايا بشمول، ولم يخل من نبرة صدق، ومن إشارات استهدفت تذويب أي خلافات عسكرية ـ عسكرية.
أشاد المعلقون بمحتوى الخطاب الذي تضمن اعترافات صريحة ولم يخل من “اعتذار”.
وأكد محللون وساسة على أن خطاب نائب مجلس السيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” إيجابي ويصب في مصلحة العملية السياسية ويساعد في الانتقال ويقطع الطريق على الرافضين للتحول المدني الديمقراطي.
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي محمد محيي الدين في حديثه لـ(استقصائي) إن حديث حميدتي فيه إشارات إيجابية، لأنه كان خطابا مكتوبا العبارات فيه محددة بشكل أساسي وموضوعاته كذلك محددة، وبالمرور عليه تجد أن الخطاب تناول أكثر من قضية منها قضية السلام، والعملية السياسية وقضايا معاش الناس والاهتمام بها، وبالتالي هو خطاب رجل دولة مسؤول وتناول القضايا بشمول .
بالنسبة للعملية السياسية فهو أكد على موقف ظلت المؤسسة العسكرية تؤكد على التزامها به باعتباره المخرج المناسب لحل الأزمة السياسية في السودان .
وتابع، وأعتقد أنه فيه تطمين للجهات المؤيدة للعملية السياسية.
وأضاف أن الخطاب لم يرد على خطاب عبد الفتاح البرهان بطريقة مباشرة أوغيرها، إلا بالنظر لقضية دمج الدعم السريع وهي قضية ليست فقط من مطالب الشارع السوداني لكن الوثيقة السياسية أشارت إليها، فتأكيد حميدتي على القبول بدمج الدعم السريع في إطار إصلاح شامل للمنظومة العسكرية والأمنية، فيه إشارة ذكية تجاوز من خلالها الخلاف حول هذا الأمر في جعلها قضية مفتوحة لاتفاق شامل في إطار التسوية السياسية.
وقال محيي الدين إن خطاب حميدتي جيد يحوي كل ما يحقق التحول الديمقراطي في السودان وبالتالي يمكن أن يؤسس لعلاقة جيدة فيما يتعلق بقضايا الانتقال.
وقال الناشط السياسي، ياسين صلاح الدين، في تصريح لـ”استقصائي” إن خطاب نائب رئيس مجلس السيادة وقائد الدعم السريع أمس يعد خطابا مهما في هذه اللحظات الحرجة في مرحلة العملية السياسية التي تجري الآن، وتابع خصوصا بعد الخطابات المتباينة التي أطلقها قادة الانقلاب هنا وهناك، مما أثار الشكوك من قبل السودانيين حول جدية هذه العملية، وهل بإمكانها حقيقة الوصول لاتفاق ينهي الانقلاب ويعيد البلاد لمسار التحول الديمقراطي، كما أتت خطوة القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري السريعة في الاستجابة الايجابية حول ما طرحه حميدتي لتؤكد بأن هذا الخطاب يساهم في تعبيد الطريق وتأكيد دعم أحد أكبر المؤثرين داخل المؤسسة العسكرية المسيطرة حاليا.
وأضاف ياسين هذا الخطاب الشجاع والقوي من قائد الدعم السريع بالضرورة ليس كافيا ويتطلب مزيدا من إجراءات بناء الثقة بين العسكريين والمدنيين فعلي الرغم من تأكيدات قائد الجيش بأنهم مع الاتفاق الإطاري إلا أن الناظر لمجمل تصريحات وتحركات قادة الجيش لا يفوته أنها تثير الريبة حول نواياهم الحقيقية.
وتابع أيضا فإن على الطرف المدني من القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري القيام بخطوات سياسية كبيرة تهندس المشهد السياسي وتحسم جدل القوى المشاركة وعليها تقديم خطاب موحد ومتماسك والاتفاق على جدولة واضحة لما تبقى من خطوات للوصول للاتفاق النهائي وتشكيل الحكومة المدنية.
وقد أقر نائب رئيس مجلس الانقلاب وقائد مليشيات الدعم السريع محمد حمدان حميدتي، بالوقوع في خطأ المشاركة بانقلاب ٢٥ أكتوبر، مبينا أنه تبين له منذ يومه الأول أنه لن يقود لما رغبوا فيه أولاً بأن يكون مخرجاً من الاحتقان السياسي، وأصبح بوابة لعودة النظام البائد. وقال حميدتي في خطاب بالخرطوم أمس الأحد، إنه أكد مراراً وتكراراً أن الاتفاق السياسي الإطاري هو مخرج البلاد من الأزمة الراهنة، وأنه هو الأساس الوحيد للحل السياسي المنصف والعادل، مضيفا أنه يعتقد أن هذه العملية السياسية قد تطاول زمنها، وأن الوقت قد حان لإنهائها والوصول لحل سياسي نهائي بصورة عاجلة تتشكل بناءً عليه سلطة مدنية انتقالية تقود البلاد، ويعودون هم في المؤسسة العسكرية إلى ثكناتهم، ويتفرغون لاداء مهام حماية حدود البلاد وأمنها وسيادتها. واوضح حميدتي، أن الدعم السريع نشأ كمساند ومساعد للقوات المسلحة، وينص قانونه على أنه جزء منها. وأضاف (جمعتنا مع القوات المسلحة خنادق القتال حماية للوطن وأمنه، ولنا معها عهود لن نخونها أبداً). وشدد حميدتي، أنهم لن يسمحوا لعناصر النظام البائد بالوقيعة بين القوات المسلحة والدعم السريع، وتابع (أقول لهم إنهم لن يستطيعوا بلوغ ذلك ابداً. اننا في قوات الدعم السريع ملتزمون بما ورد في الاتفاق الإطاري بخصوص مبدأ الجيش الواحد وفق جداول زمنية يتفق عليها، كما أننا ملتزمون بصدق بالانخراط في عمليات الإصلاح الأمني والعسكري، بصورة تطور المؤسسة العسكرية وتحدثها وتزيد من كفاءتها وتخرجها من السياسة والاقتصاد كلياً، وتمكنها من التصدي الفعال لكل ما يهدد أمن البلاد وسلامها.
رحبت القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري، بخطاب قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي، الذي أصدره الأحد وحمل رسائل مهمة وايجابية في توقيت مفصلي تمر به البلاد.
وقالت في بيان “جاء الخطاب في وقت تسعى فيه عناصر النظام البائد لتعطيل مسار العملية السياسية الجارية المفضية لاسترداد مسار الانتقال المدني الديمقراطي بشتى السبل، وأخطرها سعيهم المستمر لدق طبول الحرب، وهو ما يجب قطع الطريق أمامه بالإسراع في الوصول لاتفاق سياسي نهائي مبني على الاتفاق الإطاري الذي وضع الأساس الصحيح لقيام السلطة المدنية الانتقالية الكاملة، وللإصلاح الأمني والعسكري الشامل الذي يقود لجيش واحد مهني وقومي، بما يوفر البيئة اللازمة لمعالجة إشكاليات البلاد الرئيسية التي تمر بها سياسياً واقتصادياً وأمنياً واجتماعيا”.
وجددت القوى المدنية التأكيد على التزامها باستكمال مسيرة المرحلة النهائية للعملية السياسية، واستمرار مد ايديها نقية من غير سوء للقوى العسكرية والمدنية التي تشملها العملية السياسية من أجل حل القضايا العالقة بصورة تجعل بلادنا تغتنم ما وفره الاتفاق الاطاري من فرص، وتجتنب ما تواجهه من تحديات.
وقالت “إن بلادنا تنتظر الان منا جميعاً أن نعمل على الخروج بها من أزمتها الخانقة التي تمر بها حالياً إلى رحاب دولة السلام والحرية والعدالة والرفاه التي قامت من أجلها ثورة ديسمبر المجيدة”.
تقرير ـ إدريس عبد الله