معلومات التواصل

السودان،الخرطوم،الرياض

متواجدون على مدار الساعة

كشف الحقائق حول رفات الجثامين بمشرحة أم درمان الإسلامية وعدم مصداقية بيان الدعم السريع 

تقرير – رحاب مبارك  

في أعقاب الفيديو الذي بثته قوات الجيش السوداني بعد دخولها منطقة أم درمان، والذي يُظهر رفات جثامين مخزنة في مشرحة جامعة أم درمان الإسلامية، أصدرت قوات الدعم السريع بيانًا تنفي فيه تورطها في هذه الحادثة، مدعية أن الرفات قديمة وتعود إلى أحداث عام 2020 بعد فض اعتصام القيادة العامة. إلا أن الوقائع والأدلة الميدانية تكشف عدم مصداقية هذا البيان وتثبت تورط الدعم السريع في هذه الجريمة.

السياق التاريخي والمشارح الرسمية

خلال أزمة تخزين الجثامين عام 2020، كانت المشارح المستخدمة تتبع رسميًا لوزارة الصحة، وهي: مشرحة مستشفى أم درمان، مشرحة أمبدة النموذجي، مشرحة الأكاديمي، ومشرحة مستشفى بشائر. ولم تكن مشرحة جامعة أم درمان الإسلامية مدرجة ضمن هذه القائمة، مما يدحض ادعاء الدعم السريع بأن الرفات الموجودة فيها تعود لتلك الفترة.

الوضع الحالي لمشرحة الجامعة الإسلامية

مشرحة جامعة أم درمان الإسلامية صغيرة الحجم ومخصصة أصلاً للأغراض التعليمية، حيث يستخدمها طلاب الطب للتدريب على التشريح. تتسع لثلاثة أحواض فقط، لا يتجاوز سعتها جثمانًا أو جثمانين في كل منها. لكن الفيديو المُنشَر يُظهر العشرات من الرفات، بما لا يقل عن 60 جثمانًا، موزعة بشكل غير طبيعي في الأحواض، مما يؤكد أنها استُخدمت كمخزن بعد توقف الدراسة بسبب الحرب.

مقارنة بين الرفات القديمة والجديدة

الجثامين التي تعود إلى عام 2020، والمخزنة في الثلاجات الكونتينر بمشرحة الأكاديمي، تحولت إلى هياكل عظمية متفرقة، كما وثّقت مقاطع فيديو سابقة. في المقابل، الرفات المعروضة في مشرحة الجامعة الإسلامية لا تزال تحتفظ ببقايا جلد جاف، مما يشير إلى أنها خُزنت حديثًا خلال الحرب الدائرة، وليس قبل سنوات.

إشكالية التحايل على المسؤولية

محاولة الدعم السريع إلقاء المسؤولية على الطب الشرعي أو مدراء المشارح تفتقر إلى المصداقية، لأن مشرحة الجامعة الإسلامية تتبع للجامعة وليس لها مدير مشرحة رسمي، كونها منشأة تعليمية وليست تابعة لوزارة الصحة. كما أن العدد الهائل للرفات فيها لا يتوافق مع سعتها الطبيعية، مما يؤكد استخدامها كمخزن غير قانوني.

صلة الدعم السريع بجرائم الاختفاء القسري

هذه الواقعة ليست منفصلة عن سجل الدعم السريع في انتهاكات حقوق الإنسان، حيث لا يزال المئات من المفقودين في عهدتهم، سواء من المدنيين أو العسكريين، دون أي تفسير لمصيرهم رغم تحرير مناطق واسعة من الخرطوم.

شهادة مباشرة
كشاهد عِيان على أوضاع المشارح خلال عمل لجنة المفقودين، ومن خلال الزيارات الميدانية السابقة، تم توثيق أوجه القصور في إدارة الطب العدلي ووزارة الصحة، بما في ذلك حالات مثل الشهيد قصي حمدتو، والشهيد حسن أبو شنب، والشهيد ودعكر، وغيرهم. وقد قُدمت شهادات مفصلة للنائب العام تؤكد الإهمال المتعمد في حفظ الجثامين.

الأدلة الملموسة والشهادات الموثقة تثبت تورط قوات الدعم السريع في جريمة تخزين الجثامين بمشرحة الجامعة الإسلامية، وتكذب روايتها الرسمية. يتطلب الأمر تحقيقات مستقلة عاجلة لمحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات، والكشف عن مصير المفقودين، وإنصاف ضحايا هذه الحرب الوحشية.

Share:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *