معلومات التواصل

السودان،الخرطوم،الرياض

متواجدون على مدار الساعة

 

استقصائي

 

بعد 15 شهراً من اندلاع حرب السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، نزح ملايين المدنيين من العاصمة الخرطوم إلى الولايات الآمنة وخارج السودان، لكن القتال أبى إلا أن يلاحق من نزحوا إلى الجزيرة وسنار، ليبدأوا رحلة نزوح جديدة وسط معاناة النساء والأطفال وكبار السن، قطعوا خلالها مئات الكيلو مترات سيراً على الأقدام، بلا ماء أو طعام لتتحول حياتهم إلى جحيم، فقد خلاله الآلاف جراء انقطاع الاتصالات وعدم توفر وسائل النقل، وتوفي البعض غرقاً لاضطراهم لعبور النيل ومجاري المياه عبر المراكب.

اليوم مر نحو اسبوعين على دخول قوات الدعم السريع إلى ولاية سنار وعاصمتها سنجة ومناطق الدندر وقرى أخرى ما خلف واحدة من أكبر موجات النزوح الجماعي فراراً من نيران الحرب والانتهاكات، وقد أكد مسؤول حكومي، إن عدد الذين فروا إلى ولاية القضارف بلغ (135) ألفاً، وناشد المجتمع الدولي بالتدخل لمجابهة الظروف التي يعيشونها، خاصة مع بدء موسم الأمطار والكثيرين في الخيام وفي العراء.

وسارع أهالي القضارف ومنسوبي غرف الطوارئ إلى تقديم مبادرات بلغت حوالي (20) مبادرة لاستقبال النازحين وتجهيز الوجبات وعمل العيادات في أكثر من 12 مركز استقبال، مع غرفة طوارئ نسائية.

ومن بقي من الأسر في مناطق سنار يعانون أشد المعاناة من انقطاع المياه والتيار الكهربائي وشبكات الاتصالات وعدم توفر الخدمات الطبية وشح وارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية وانعدام الأدوية، وحتى سنار المدينة التي لم تدخلها قوات الدعم السريع تشهد معاناة كبيرة للمدنيين فالمدينة بلا كهرباء ولا مياه ويعاني فيها أصحاب الأمراض المزمنة بسبب توقف كثير من الصيدليات وشح الأدوية والمستشفيات تفتح أبوابها للطوارىء وللجراحة فقط.

وشهدت المدينة ارتفاعاً كبيراً في أسعار السلع ووصل سعر الخبز إلى 200 جنيه مع توقف الكثير من المخابز ما دفع نازحي قرى مصنع سكر سنار إلى العودة لمناطقهم.

وهناك أيضا نازحو منطقة الدالي الذين خرجوا من ديارهم واستقروا في العراء بقرابة الـ150 أسرة (6 آلاف نازح) ويناشدون بتقديم المساعدات والخدمات الإعاشية والطبية وتوفير الخيام والمشمعات خاصة وأنهم يعانون جراء هطول الأمطار.

الذين نزحوا من الخرطوم للولايات عاد الكثير منهم بعد دخول الدعم السريع إلى الجزيرة وسنار اضطرارياً، بالرغم من عدم توفر خدمات الاتصالات والماء وعدم استقرار التيار الكهربائي ونقص السلع الاستهلاكية وشح الأدوية وارتفاع أسعار الخبز إلى 200 جنيه سوداني.

ويعاني مواطنو مدينة بحري في أحياء “الشعبية جنوب، الدناقلة شمال، جنوب الديوم، الميرغنية، الصبابي، حلة حمد، حلة خوجلي، الختمية والأملاك”، من انعدام الكھرباء والمياه والاتصالات لتبقى أعداد قليلة منهم بالمنطقة، ويشيرون إلى أن المياه المستخدمة هي مياه آبار ولا تصلح للشرب، ويشتري المواطنون مياه الشرب بسعر 8 آلاف جنيه للبرميل، فيما يجلب البعض المياه من شركتي (ويتا) و(سيقا) على “درداقة” وهو مشوار بعيد وشاق، وهناك برامج سقيا للأحياء تمدها بمياه الشرب حيث تأتي عربة “دفار” مرة كل اسبوع.

كما تعاني أحياء بحري المأهولة بالسكان من نقص الرعاية الصحية إذ لا يوجد أي مستشفى يعمل في الوقت الراهن، وهناك فقط مركز الشعبية الصحي يتلقى فيه كل مواطني بحري العلاج والرعاية الصحية، وهناك مركز صحي في منطقتي العزبة والحاج يوسف بشرق النيل، وشكا مواطنون من شح الأدوية وتفشي حمى الضنك.

ويحصل معظم سكان بحري على الطعام من التكايا والمطابخ الخيرية والمركزية التي تدعم بجهود شعبية وبمساعدة غرف الطوارئ والتي تمنحهم المواطنين وجبة واحدة فقط خلال اليوم، وبقية الوجبات يشتريها المقتدرون من السوق، حيث يعمل السوق المركزي وأسواق داخل شمبات الحلة والشعبية وميدان عقرب وسوق العزبة، لكن الأسعار فوق طاقة المواطنين المتأثرين بالحرب وأيضاً الحركة من مكان لآخر صعبة وغير آمنة.

وفي ام درمان فإن الوضع قريب من منطقة بحري من ناحية الحصول على الطعام والدواء والعلاج، وهناك تهديد مستمر بسبب التدوين العشوائي من الدعم السريع على المناطق المكتظة بالسكان مثل كرري، وهناك اشتباكات مستمرة في العديد من أحياء أم درمان ما يجعل حياة المواطنين صعبة ومهددة في كل الأوقات ويحصلون على الطعام من المطابخ المركزية والتكايا.

وفي الخرطوم تقوم غرف الطوارئ بمساعدة المواطنين في الحصول على وجبة في اليوم من مطابخها المركزية التي تعتمد على التبرعات واحيانا كثيرة لا تستطيع تقديمها نتيجة عدم توفر المال الكافي.

 

نقلًا عن التغيير الالكترونية

حرب السودان تحول حياة المدنيين إلى جحيم

استقصائي

بعد 15 شهراً من اندلاع حرب السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، نزح ملايين المدنيين من العاصمة الخرطوم إلى الولايات الآمنة وخارج السودان، لكن القتال أبى إلا أن يلاحق من نزحوا إلى الجزيرة وسنار، ليبدأوا رحلة نزوح جديدة وسط معاناة النساء والأطفال وكبار السن، قطعوا خلالها مئات الكيلو مترات سيراً على الأقدام، بلا ماء أو طعام لتتحول حياتهم إلى جحيم، فقد خلاله الآلاف جراء انقطاع الاتصالات وعدم توفر وسائل النقل، وتوفي البعض غرقاً لاضطراهم لعبور النيل ومجاري المياه عبر المراكب.
اليوم مر نحو اسبوعين على دخول قوات الدعم السريع إلى ولاية سنار وعاصمتها سنجة ومناطق الدندر وقرى أخرى ما خلف واحدة من أكبر موجات النزوح الجماعي فراراً من نيران الحرب والانتهاكات، وقد أكد مسؤول حكومي، إن عدد الذين فروا إلى ولاية القضارف بلغ (135) ألفاً، وناشد المجتمع الدولي بالتدخل لمجابهة الظروف التي يعيشونها، خاصة مع بدء موسم الأمطار والكثيرين في الخيام وفي العراء.
وسارع أهالي القضارف ومنسوبي غرف الطوارئ إلى تقديم مبادرات بلغت حوالي (20) مبادرة لاستقبال النازحين وتجهيز الوجبات وعمل العيادات في أكثر من 12 مركز استقبال، مع غرفة طوارئ نسائية.
ومن بقي من الأسر في مناطق سنار يعانون أشد المعاناة من انقطاع المياه والتيار الكهربائي وشبكات الاتصالات وعدم توفر الخدمات الطبية وشح وارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية وانعدام الأدوية، وحتى سنار المدينة التي لم تدخلها قوات الدعم السريع تشهد معاناة كبيرة للمدنيين فالمدينة بلا كهرباء ولا مياه ويعاني فيها أصحاب الأمراض المزمنة بسبب توقف كثير من الصيدليات وشح الأدوية والمستشفيات تفتح أبوابها للطوارىء وللجراحة فقط.
وشهدت المدينة ارتفاعاً كبيراً في أسعار السلع ووصل سعر الخبز إلى 200 جنيه مع توقف الكثير من المخابز ما دفع نازحي قرى مصنع سكر سنار إلى العودة لمناطقهم.
وهناك أيضا نازحو منطقة الدالي الذين خرجوا من ديارهم واستقروا في العراء بقرابة الـ150 أسرة (6 آلاف نازح) ويناشدون بتقديم المساعدات والخدمات الإعاشية والطبية وتوفير الخيام والمشمعات خاصة وأنهم يعانون جراء هطول الأمطار.
الذين نزحوا من الخرطوم للولايات عاد الكثير منهم بعد دخول الدعم السريع إلى الجزيرة وسنار اضطرارياً، بالرغم من عدم توفر خدمات الاتصالات والماء وعدم استقرار التيار الكهربائي ونقص السلع الاستهلاكية وشح الأدوية وارتفاع أسعار الخبز إلى 200 جنيه سوداني.
ويعاني مواطنو مدينة بحري في أحياء “الشعبية جنوب، الدناقلة شمال، جنوب الديوم، الميرغنية، الصبابي، حلة حمد، حلة خوجلي، الختمية والأملاك”، من انعدام الكھرباء والمياه والاتصالات لتبقى أعداد قليلة منهم بالمنطقة، ويشيرون إلى أن المياه المستخدمة هي مياه آبار ولا تصلح للشرب، ويشتري المواطنون مياه الشرب بسعر 8 آلاف جنيه للبرميل، فيما يجلب البعض المياه من شركتي (ويتا) و(سيقا) على “درداقة” وهو مشوار بعيد وشاق، وهناك برامج سقيا للأحياء تمدها بمياه الشرب حيث تأتي عربة “دفار” مرة كل اسبوع.
كما تعاني أحياء بحري المأهولة بالسكان من نقص الرعاية الصحية إذ لا يوجد أي مستشفى يعمل في الوقت الراهن، وهناك فقط مركز الشعبية الصحي يتلقى فيه كل مواطني بحري العلاج والرعاية الصحية، وهناك مركز صحي في منطقتي العزبة والحاج يوسف بشرق النيل، وشكا مواطنون من شح الأدوية وتفشي حمى الضنك.
ويحصل معظم سكان بحري على الطعام من التكايا والمطابخ الخيرية والمركزية التي تدعم بجهود شعبية وبمساعدة غرف الطوارئ والتي تمنحهم المواطنين وجبة واحدة فقط خلال اليوم، وبقية الوجبات يشتريها المقتدرون من السوق، حيث يعمل السوق المركزي وأسواق داخل شمبات الحلة والشعبية وميدان عقرب وسوق العزبة، لكن الأسعار فوق طاقة المواطنين المتأثرين بالحرب وأيضاً الحركة من مكان لآخر صعبة وغير آمنة.
وفي ام درمان فإن الوضع قريب من منطقة بحري من ناحية الحصول على الطعام والدواء والعلاج، وهناك تهديد مستمر بسبب التدوين العشوائي من الدعم السريع على المناطق المكتظة بالسكان مثل كرري، وهناك اشتباكات مستمرة في العديد من أحياء أم درمان ما يجعل حياة المواطنين صعبة ومهددة في كل الأوقات ويحصلون على الطعام من المطابخ المركزية والتكايا.
وفي الخرطوم تقوم غرف الطوارئ بمساعدة المواطنين في الحصول على وجبة في اليوم من مطابخها المركزية التي تعتمد على التبرعات واحيانا كثيرة لا تستطيع تقديمها نتيجة عدم توفر المال الكافي.

نقلًا عن التغيير الالكترونية

Share:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *