معلومات التواصل

السودان،الخرطوم،الرياض

متواجدون على مدار الساعة

 

 

بعد انقلاب 25 أكتوبر انفجر العنف في وجه السودانيين، بصورة غير مسبوقة، وشهدت الاحتجاجات السلمية التي يقودها الثوار  فظائع وأعمال قتل، واعتقال وتعذيب، تؤكد على أن الأوضاع السياسية تمضي إلى وضع أمني مقلق.

وتظهر الإحصاءات التي سجلتها هيئات قانونية وصحية إنذارا بما هو أسوأ أمنيا ودستورياً، ووفقا لهيئة محامي الطوارئ فإن معدلات العنف والجرائم ارتفعت بعد انقلاب 25 أكتوبر، وأطلقت الهيئة تحذيرا لقادة الجيش والشرطة الأمنية وقوات الاحتياطي المركزي من مغبة الأعمال خارج القانون التي تمثل انتهاكات جسيمة تُضاف إلى “سجلاتها التي امتلأت بانتهاكات حقوق الإنسان بعد انقلاب 25 أكتوبر”.

  • خمسة آلاف معتقل

وأكدت عضو هيئة محامي الطوارئ إشراقة سلطان على أن الطريقة الوحشية التي تتبعها السلطات الانقلابية خلفت 119 شهيدا استشهدوا بالرصاص أو بمقذوف الغاز المسيل للدموع فضلا عن الدهس.

وقالت إن عدد المعتقلين تجاوز الخمسة آلاف معتقل بعد انقلاب 25 أكتوبر أما عدد المفقودين فقد بلغ 22، وأكدت سلطان أن الهيئة ظلت في حالة بحث مستمر عن مكان اختفائهم.

  • عودة بيوت الأشباح

وأوضحت سلطان أن الجهات التي تقوم بالاعتقال أو الخطف أصبحت متعددة، مشيرة إلى أن  جهاز الأمن واستخبارات الدعم السريع والشرطة هم أبرز هذه الجهات، ولفتت إلى عودة ظاهرة بيوت الاعتقال أو ما كان يصطلح عليه ببيوت الأشباح من جديد، وهي التي تتم فيها عمليات الإخفاء، وذكرت أن  السلطات الانقلابية سبق وأن هددت ناشطين باعتقال الأمهات أو الشقيقات في حال عدم تسليم أنفسهم.

وقالت إن عددا من المعتقلين تعرضوا للتعذيب بالضرب العنيف وإحراق أجزاء من أجسادهم، فضلا عن الطعن بآلات حادة.

  • مسنون وأطفال في المعتقلات

ومن جهته، ذكر رئيس هيئة محامي دارفور صالح محمود أن المعتقلات  في سجون الانقلابيين امتلأت بالأطفال والمسنين فضلاً عن العشرات من حالات التعذيب التي شرعت الهيئة في تدوين بلاغات بخصوصها.

  • الأرقام وحدها لاتكفي

وبالنسبة للمحلل السياسي صديق فاروق فإن ارتفاع حالات الانتهاكات سببها الإفلات من العقاب، إلى جانب مشروع التسوية فهي من وفرت حصانة لمجرمي الحرب حين أصبحوا في هرم السلطة الانقلابية.

وأضاف  الأرقام وحدها لا تكفي لرسم سيناريو أمني قاتم يتهدد البلاد، لكن ثمة أحداث أمنية ومتغيرات اقتصادية لا يمكن تجاهل ارتباطها الوثيق في الحالة السودانية، قبل فهم تداعياتها على كافة فئات المجتمع.

وتابع : أرواح الناس، صارت بلا قيمة، وبات معظم المعارضين للانقلاب مهددين في حياتهم، وفي ذلك مؤشرات تفيد بأننا اقتربنا من انفجار اجتماعي وسياسي وشيك.

  • محاولات خنق الأصوات

وكان أن تعرض عضو لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو المجمدة وجدي صالح إلى هجوم شنته مجموعة مسلحة ترتدي زيا مدنيا على منزله بضاحية الكلاكلة قبل يومين، نتج عنه تكسير لزجاج المنزل ومصابيح الإنارة،  المجموعة حاولت إرهاب أسرة صالح، قبل أن تلوذ بالفرار، وأكد وجدي صالح في اتصال هاتفي بـ(استقصائي) أن أفراد أسرته لم يتعرضوا للأذي، وقال العسكريون يقرأون من كتاب واحد، فهم دائما ما يحاولون خنق الأصوات التي تثور ضدهم، وأنهم على درجة واحدة من الاستبداد.

وقال إن الصراع مع الانقلابيين دخل مرحلة جديدة وهو يمثل سلسلة متراكمة من الأزمات التي يعيشها الانقلاب، وتابع : السلطات الانقلابية بمختلف تكويناتها العسكرية ظلت تحاول بث الرعب في نفوس الثوار.

  • معركة كسر العظم

وبدوره، حذر  رئيس حزب حشد الوحدوي  أبوفواز عبر صفحته الشخصية في الفيس بوك من السلوك الإجرامي لفلول النظام المباد وقال  ما حدث لوجدي صالح  يُفترض أنه بديهي في بلاد منكوبة تماماً: لأن فعل الاعتقال والخطف أصبح  طبيعياً وأكثر تواتراً أيضاً.

وأردف ” جميعنا لن ننجو من معركة كسر العظم” وأضاف ما حدث لوجدي وعيسلات ومحمد عصمت سيحدث لبقية قوى الثورة، وسبق أن ذكر  أبوفواز أن على الجميع الانتباه  لأن الفترة المقبلة ستشهد اعتقالات في صفوف معارضي الانقلاب.

  • تقييد للحركة

وشهد مساء الأربعاء الماضي حوادث مماثلة لقيادات سياسية، بدأت بمنع القيادي في الحزب الشيوعي علي عسيلات والذي حاولت سلطات مطار الخرطوم منعه من السفر إلى القاهرة بغرض العلاج، بحجة أنه ضمن المحظورين من السفر، ولم توضح  السلطات إن كان أمر الحظر جديدا أم لا، وتمكن عسيلات  من مغادرة الخرطوم إلى القاهرة بعد أن مكث داخل المطار لفترة

  • الفلول

واتهمت عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي هنادي الفضل فلول النظام المباد بتدبير حوادث العنف، وقالت إنهم أصبحوا يتحركون بخطى متسارعة، لقطع الطريق أمام الثورة، ووضع العراقيل امام الثوار.

  • هجوم مسلح

وتعرض شقيق  الوزير في حكومة عبدالله حمدوك مانيس إلى اعتداء من قبل مجموعة مسلحة في منزله، ونتج عن الحادث  إصابة بليغة في أحد أضلعه، ودخل في غيبوبة وفقدان للوعي إثر ضربه بعصا، وتم إسعافه إلى المستشفى.

  • صراع مكشوف

وترى الفضل أن أنصار التسوية وفلول النظام المباد  يتخفون وراء الانقلابيين، وقالت إن المصالح الاقتصادية المشتركة سمحت لهم بالتحرك المسلح،  ولفتت إلى أن فلول النظام المباد يسيطرون على جهاز الدولة بالكامل، لذلك أصبحت مظاهر العنف مرتبطة بهم.

وقطعت بأن أي توظيف للعنف سيجد رفضا مشددا من قبل الشارع الثوري الرافض لوجود الفلول وانصار التسوية.

وتقول هنادي الفضل إن الصراع أصبح مكشوفا، فهناك قوى ثورية تعتمد على السلمية ، وأخرى مسلحة تميل إلى العنف والفوضى، وطرفا الصراع ذهبا بعيدا، فالقوى المسلحة لا تملك سوى خلق مناخ مسموم، يدفع ثمنه السودان كله، أما القوى الثورية فأصبحت أقوى وأكثر دِربة وخبرة في مقارعة العنف ومواجهته، بسلاح أقوى وهو السلمية التي أنهت نظام المؤتمر الوطني.

استقصائي – مصعب محمدعلي
Share:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *