معلومات التواصل

السودان،الخرطوم،الرياض

متواجدون على مدار الساعة

 

 

وصف محللون وساسة أن موقف حزب البعث العربي الاشتراكي من التفاهمات الجارية بين الحرية والتغيير والمكون العسكري بـ(المتردد) بين ما هو سياسي يحقق مطالب الثورة بتشكيل حكومة مدنية وبين المبادئ المعلنة لحزب البعث العربي الاشتراكي في العالم كله حول قضية فلسطين  وعدم الاعتراف بالكيان الإسرائيلي.

وطبقا للناشط السياسي أحمد الفحل فإن موقف حزب البعث العربي الاشتراكي لا يمكن وصفه إلا بالمتردد بين  موقف سياسي يقوم على العمل السياسي بأدواته المختلفة ومبادئ تأخذ في طياتها محاربة كثير من ما تقوم عليه العملية السياسية التي تقوم بها قوى الحرية والتغيير تحديداً في قبول العملية السياسية بأشخاص لا يمكن للبعث العربي الاشتراكي إلا محاربتهم لإعلانهم المباشر بألا مانع لهم في التعامل مع إسرائيل والتطبيع معها وخصوصا رئيس المكون العسكري الانقلابي عبد الفتاح البرهان.

وتابع الفحل في جانب آخر يظل البعث العربي الاشتراكي يؤمن بأن العمل الذي تقوم به قوى الحرية والتغيير هو الأقوى أثرا على أرض الواقع وقد يكون البعث العربي يقوم بإظهار مبادئه في  العلن بينما يؤدي عمله السياسي عبر قوى الحرية والتغيير للمحافظة على مبادئه حتى وإن حافظت العملية السياسية على القيادة العسكرية حسب ما ترجح المعلومات عن الاتفاق الإطاري بين المكون العسكري وقوى الحرية والتغيير.

وأضاف الفحل يجب أن نلاحظ أن بيان البعث لم يعاد موقف الحرية والتغيير ولم يعمل على تخوين رفاقه إنما أوضح موقفه من التسوية التي تبقي على المكون العسكري الحالي  برئاسة البرهان .

وقال  حزب البعث العربي الاشتراكي في تصريح صحفي نؤمن باستحالة إجراء أي (تسوية) سياسية تحت أي مسمى وبأي صيغة من الصيغ، مع الانقلابيين بقيادة عبد الفتاح البرهان، فهم من أعاقوا الانتقال وغدروا بالوثيقة الدستورية، ونقضوا عهدهم وميثاقهم وحنثوا بقسمهم الذي أدوه أمام الشعب والعالم،  وعبروا خلال عامهم الحالي هذا عن عداء منقطع النظير  لحق الشعب في الحياة الكريمة، وفي الحرية وفي التعبير السلمي والعيش بأمان وطمأنينة، ولم يقدموا للشعب غير الإذلال والهوان والمسغبة.

وأضاف كما وقد أصبحوا طرفاً أصيلا في الصراع السياسي وفي ملاسناته، ولا يمكن بأي حال الوثوق فيهم وفاءً لشهداء وتضحيات شعبنا وتمسكاً بتطلعاته،نؤكد لا مكان لهم في أي ترتيبات انتقالية أو في القوات المسلحة، وينطبق عليهم ما انطبق على مدبري انقلاب الإنقاذ في 30 يونيو 1989م.

وقال من هذا المنطلق فإن تعاطي الانقلابيين مع التسوية السياسية التي يتسارع إخراجها بعنوان (التفاهمات) بقوى دفع محلية وخارجية، ما هو إلا تعاط (تكتيكي) الهدف منه شق جبهة قوى الثورة وإرباك جماهيرها للحيلولة دون بناء الجبهة العريضة لتصعيد الانتفاضة وتتويجها بالإضراب السياسي والعصيان المدني لإسقاط الانقلاب وإحداث التحول الديمقراطي وإجراء الانتخابات العامة.

وأضاف أن رؤية حزب البعث العربي الاشتراكي لمؤسسة القوات المسلحة هي دعمها وإسنادها وتأهيلها لبناء جيش وطني عصري قوي قادر على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية التي تحيط ببلادنا، وشأنها شأن مؤسسات الدولة الأمنية والمدنية ينبغي أن تخضع للسلطة السياسية، ويُحظر توظيفها أو إقحامها في أتون الصراع السياسي والاجتماعي وفقاً للدستور ولقانون القوات المسلحة بعد تنقيتها من التمكين وبقايا نظام الإنقاذ البائد.

وأكد حزب البعث العربي الاشتراكي حرصه على وحدة قوى الحرية والتغيير  في الاتجاه الصحيح ، وعلى تقوية مكوناتها والنأي بها عن الوقوع في خطأ استراتيجي، يؤدي إلى إضعاف أي من مكوناتها باعتبارها أعمدة النظام الديمقراطي المرتبط بالإنجاز انطلاقا من حرصه على إدامة البديل الديمقراطي، والذي ينضج في إطاره الصراع السياسي والاجتماعي. وجاء في البيان: إننا لا نخون أحدا ولا نسيء إلى أحد وسوف نواصل الحوار مع الجميع سواء من نتفق أو نختلف معهم في تقدير الموقف، لإخراج بلادنا من الهوة السحيقة التي أدخلتها فيها الإنقاذ وعمقها أكثر انقلاب الردة في 25 أكتوبر.

وأضاف  حزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل) قيادة قطر السودان إن الخط المبدئي والموقف الثابت الواضح لحزب البعث العربي الاشتراكي هو التأكيد على إسقاط الانقلاب وإزالة آثاره عبر أوسع جبهة شعبية من قوى الانتفاضة ذات الطابع الثوري، على رأسها القوى السياسية والاجتماعية الحية ولجان المقاومة والقوى النقابية والمهنية والعمالية والحرفية وتشكيلات النساء والمزارعين والطلاب والشباب والتنظيمات المطلبية المختلفة على امتداد القطر، وحسبان الجبهة الشعبية الواسعة تجسيدا لإرادة قوى الديمقراطية والتقدم، وأساس الانتقال الديمقراطي وضمانة حمايته من النكوص والإعاقة، كما هي المقرر في أسس ومطلوبات الانتقال ومستقبله وتابع هياكل سلطته التي تتبوأها قوى الثورة وليس شخصيات وقوى من خارج رحم الانتفاضة ذات الطابع الثوري، اتساقاً مع مقولة أعرف الحق تعرف رجاله ونساءه، مع تحفظنا على المشاركة في أي سلطة  يتعارض برنامجها مع برنامج حزب البعث العربي الاشتراكي، كما أن لدينا ملاحظات جوهرية حول الإعلان السياسي ومشروع الدستور الانتقالي سنطرحها في الاجتماع المقرر لقوى الحرية والتغيير.

وأضاف مع حرصنا الأكيد على وحدة الحرية والتغيير والعمل على وحدة قوى الثورة، والمشاركة في كافة اجتماعاتها وأنشطتها وطرح وجهة نظر البعث  في ما يطرح في أروقتها، فإننا في ذات الوقت ملتزمون وفق مبدأ الشفافية بطرح موقفنا من منبرنا المستقل أمام شعبنا الذي هو صاحب القول الفصل في كل ما يتعلق بمصيره ومصير بلاده ومستقبلها.

ويرى المحلل السياسي أحمد عابدين  ليس أمام البعث إلا هذا الموقف فجميع حلفائه تدحرجوا صوب عش الدبابير وبلعوا الشعارات القاطعة المقاطعة كما بلع هو عندما كان مشاركاً في السلطة بنصيب الأسد خطوة التطبيع مع الكيان الصهيوني فكلنا كنا ننتظر قوى الممانعة وعلى رأسها صديق تاور ووزراء الحزب وقتها أن يغادروا كراسيهم ولكنهم مرروها والشيء بالشيء يذكر فاليوم وغداً وبعده ستدور أحزابنا في المماحكة والاستمرار في الاعتقاد أن الشعب ذاكرته خربة.

وأضاف فكما الشيوعي سيقفز البعث من مركب الحرية والتغيير حتى ترسوا بعرابها حزب الأمة القومي وحده ومعه بعض الأوزان الخفيفة  وتابع أو أن يلبوا مناورة حزب البعث والذي ربما قبل بثمن ضخم فليس من إمكانياته الانتظار ومواصلة المواجهة وحده فالشيوعي رتب أوراقه وفي حالة قبول البعث بالتحالف معه فسيكون مردوفاً في برنامج غريم ومنافس له خبرة في قتل الأصدقاء، لذا في رأيي أن حزب البعث العربي الاشتراكي يناور فقط لكسب عظم من العظام الكبيرة مع قوى يختلف معها آيدلوجياً ولكنها ذات رحمة.

وتابع على العموم فإن التسوية بهذه الطريقة في طريقها لعقبات أكبر بين الحلفاء أضف لذلك كتلة نداء السودان والتي في طريقها للتوسع.

استقصائيإدريس عبدالله

Share:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *