معلومات التواصل

السودان،الخرطوم،الرياض

متواجدون على مدار الساعة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اعتبر ناشطون الشرطة جهازا انقلابيا غير مؤتمن على أرواح الناس، ما لم يخضع لعمليات “إصلاح”، وذلك بعد أن فندوا ما جاء في بيانها الذي وصف جريمة القتل العمد التي نفذها أحد ضباطها أمس، برصاصة “رسمية” ثقب بها صدر الثائر السلمي إبراهيم مجذوب.

البيان في نظر أغلب المعلقين عليه في السوشيال ميديا من قانونيين وسياسيين وإعلاميين وكتاب، جانب الصواب، ولم يكن مقنعا، فالجريمة فظيعة، ارتكبها قائد، بشعار الشرطة وسلاحها، ثم إنه عاد بعدها آمنا مطمئنا بين زملائه دون أن يرى أي منهم فيه قاتلا يجب تقييده بالسلاسل .

وفيما أجمعت آلاف التعليقات على ضرورة إعدام القاتل في ميدان عام، شككت كثير من الحسابات في تعهد الشرطة بإخضاع ضابطها للمحاكمة.

معظم الآراء ذهبت إلى أن الجريمة الموثقة بـ”فيديو” “ممنهجة”، فالضابط (القاتل) في مهمة رسمية بتكليف رسمي، يحمل سلاحا ناريا (قاتلا) محشوا بـ(البارود) بعلم ومباركة مؤسسته، وبأوامر قادته.

واستدلوا على أن حادثة (الاغتيال) ليست فردية، قائلين: إن زملاء (القاتل) لم يلقوا القبض عليه، ولم يهبوا لإسعاف الشهيد.

وشيعت جموع غفيرة مساء الثلاثاء جثمان الشهيد من مشرحة أم درمان إلى منزل أسرته بالحاج يوسف.

(البينا دم)

وبعثت عدد من صفحات لجان المقاومة رسالة إلى سلطات الانقلاب، قائلة إنها “لم تكن طلقة طائشة، الشهيد تم إعدامه في الشارع، ( البينا دم)
والخزي والعار للقتلة، والخلود للشهداء”، وأعلنت لجان مقاومة ولاية الخرطوم التصعيد الأربعاء والخميس.

وأدان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة اليونيتامس فولكر بيرتس متأسفا مقتل متظاهر شاب بالرصاص، مذكرا بأن استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين أمر غير مقبول ويتعارض مع التزامات السودان المتعلقة بحقوق الإنسان.

وحث فولكر السلطات على إجراء تحقيق سريع وشفاف في هذه الوفاة، وجميع إنتهاكات حقوق الإنسان الأخرى واتخاذ تدابير عاجلة لوقف الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين.

 

تصرف شخصي

اعتبرت الشرطة أن الحادث “مؤسف”، وهو تصرف من أحد منسوبيها تم اتخاذ الإجراءات القانونية حياله فوراً.

وطبقا لبيان الشرطة فإن تصرف الضابط  سلوك شخصي و تصرف مرفوض ومخالف لموجهات الشرطة بعدم التعقب أو المطاردة أثناء تعامل القوات مع المتفلتين الذين يستغلون الحراك لإحداث فوضى تقود إلى ما لا يحمد عقباه.

استرخاص الدم

وردا على الشرطة، قالت لجان مقاومة ولاية الخرطوم في بيان: “تابعنا جيمعاً البيانات المتداولة من قِبل الشرطة والتى فى كل مرة تبرر للقتل بأن  ” أحد أفرادها سلك سلوكاً شخصياً”،

وأضاف البيان: هذه البيانات الهزيلة والمبطنة بالمبررات ومسوغات القتل لا تنم إلا عن نوايا الشرطة بإمعانها في استرخاص الدم السوداني وانتهاك حرمته. وهذا النوع من البيانات ليس الأول ولن يكون الآخير من نوعه.

تفشي الإفلات من العقاب

واعتبر المحامي علي عجب أن الجريمة كاملة موثقة، و تعكس تفشي حالة الإفلات من العقاب التي وصل إليها الوضع في السودان.

وأشار، في تدوينة على حسابه بفيسبوك، إلى أن الشرطي الذي قتل الشهيد الثائر لاجدال في كون الفعل الذي ارتكبه قتل عمد، فلم يكن هناك هجوم يستدعي إطلاق النار، ولم يكن الشرطي في حالة دفاع عن النفس ولم يكن المجني عليه يحمل سلاحا.

عدم قانونية التسليح بالذخيرة الحية

وأوصى عجب بأن يكون البلاغ ضد كل المتورطين بحكم المسؤولية، وهم الشرطي ومدير عام الشرطة والقائد الميداني للقوة التي يتبع لها الشرطي القاتل، ووكيل النيابة الميداني إذا كان قد اتخد الأمر بإطلاق النار في هذه الظروف.

وأضاف أن المسؤولية عن القتل قائمة على عدة وجوه تتمثل في عدم قانونية التسليح بالذخيرة الحية لتفريق تظاهرة سلمية. وفي حال تسليح شخص محدد يجب أن تكون لدى الجهة التي قامت بتسليحة دفوع لذلك. وفي كل الحالات هناك ارنيك تسليح يحدد الشخص الذي يحمل سلاح به ذخيرة، ويكون هذا الشخص معروف بالاسم ورقم السلاح ونوعه.

وبين عجب أن مسؤولية قائده الميداني تلزمه بتحديد السلاح الذي خرج منه الطلق الناري وعدد الطلقات والمتبقى وتحريزها ها على الفور.

القائد الميداني متهم

ولفت إلى أن القائد الميداني متهم بأنه من أعطى الأوامر بإطلاق الرصاص وعليه إثبات العكس. أو تلقى الأوامر من وكيل النيابة بإطلاق النار.

وحسب القانون، الحديث لعجب، فالقوة التي كانت في الموقع لا تطلق الذخيرة الحية إلا بأوامر مباشرة من وكيل النيابة في الموقع، وفي حالة وجوده يصبح مسؤولا عن توضيح سبب اتخاذ قرار بإطلاق الذخيرة الحية في تلك الظروف.

وأوضح أن إطلاق النار محدد في قانون الإجراءات بشكل واضح بأنه يجب أن يكون حصرياً في حالة الدفاع عن النفس لوجود خطر داهم من المجني عليه لا يمكن تفاديه إلا بإطلاق النار لتعطيله، وليس قتله، وفي كل الحالات لا يجيز القانون إطلاق النار ما لم يكن الشخص مسلحا ويشكل خطرا داهما لا يمكن تفاديه.

مدير الشرطة مسؤول

وطبقا لعجب فإن مدير عام الشرطة مسؤول جنائيا بحكم منصبه ليثبت عدم معرفته بأن هنالك أفرادا مسلحين، وقد صدرت أوامر باستخدام الذخيرة الحية. وأنه يعلم أو لديه ما يحمله على العلم بأن هذه القوة ستستخدم الذخيرة الحية ضد المتظاهرين السلميين. إن حدود مسؤوليته والضابط القائد الميداني وكذلك وكيل النيابة المختص، تحدد أيضا ما اتخذوه من إجراءات فورية بالتحقيق في الحادثة بعد وقوعها بالتعرف على الأفراد والضباط المسلحين بالذخيرة الحية ضمن القوة وسبب التسليح ومن اتخذ أمر التسليح ونوعية التعليمات، و تحديد الجاني واتخاذ الإجراءات الجنائية ضده.

يجب عدم ملاحقة الجنود وحدهم جنائيا وترك المجرمين الآخرين في قيادة هذه القوات، لأن ملاحقة قادتهم أيضا على أساس مسؤولية القادة هو السبيل الوحيد لوضع حد لاستهتار قيادة الشرطة والنيابة بما يرتكب من جرائم ضد الثوار بدم بارد.

رفع الحصانة

وطالب المحامي معز حضرة برفع الحصانة عن من يضعون الخطط لفض التظاهرات السلمية، بمن فيهم والي الخرطوم بصفته رئيسا للجنة الأمنية وربما حتى وزير الداخلية..

وأضاف في حديثه لـ(استقصائي) بأي حال من الأحوال هذه الجريمة ليست فردية، تبعا لقاعدة مسؤولية التابع عن المتبوع، فلم يرتكبها في شارع منزله، كما أن هناك أسئلة: من الذي منحه السلاح؟ ومن الذي أعطاه إذن بضرب النار؟

 

تصعيد شامل

وقالت لجان المقاومة إن الثورة مشروع للحياة وحفظ كرامة الإنسان لذا فإننا فى لجان مقاومة ولاية الخرطوم نعلن التصعيد الشامل وتتريس وإغلاق الطرق وحرق الإطارات يومي الأربعاء والخميس لنقول اننا مازلنا على الدرب ولن يثنينا القمع حتى يسقط الانقلابيون ونبلغ رحاب الديمقراطية و مدنية الدولة ونقتص لدماء الشهداء.

وعبّر مدونون عن فظاعة الجريمة بإيراد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “لزوالُ الدنيا أهونُ على الله من قتل مؤمنٍ بغيرِ حقٍّ”، فيما قال آخرون:   إنهم  يقتلون أنضر ابتساماتك  بلا خوف ولا خجل .. وبأموال  الشعب وموارده  يقتل  بنيه .. تلك  الرصاصة  الغادرة دفعنا ثمنها  مرتين  والاخيرة بالدم والدموع.

إصلاح الأجهزة

وحمّل الناطق الرسمي باسم الحرية والتغيير الأستاذ جعفر حسن سلطات الأمر الواقع مسؤولية ما حدث، داعيا إلى محاسبة المسؤولين عن الحادث.

وقال بعد أن ترحم على روح الشهيد، إن ماشاهدناه اليوم في الفيديو المتداول لسقوط الشهيد، لا يمت للإنسانية بصلة، ولا الأخلاق.

وأضاف جعفر: مثل هذه الافعال تؤكد أنه لاطريق لنا لبناء  الدولة إلاّ بإصلاح حقيقي لهذه المؤسسات.

قابيل وهابيل

وقال الأستاذ الصحفي الجميل الفاضل  (أغمضَ “ابراهيم” جفنيه على صورةِ قاتله، بزي الشرطة المعروف، وعلى كتفيه علاماتُ رتبته كضابطٍ يقود ميدانيا أعدادا من ضباط الصف والجنود.

التقى القاتل والقتيل، على قارعة الطريق وفي وضح النهار، “ابرهيم” شاهرا هُتافه، والضابطُ شاهرا سلاحه، إلتقيا وجها لوجه، قاتل وقتيل، “قابيل وهابيل”، قاتل يركضُ يُصّوبُ سلاحه، الذي دفعنا نحن ثمنه، أنا، وأنت، وهم، بل و”ابراهيم” نفسه وأبواه.

قاتلٌ لم يخف عزمه وشهوته للقتل، وقتيل نزع خوف الموت من قلبه).

وكتب هشام علي (إن لم يك اغتيال الشهيد (إبراهيم مجذوب) موثقاً بفيديو .. لكانت الجريمة الآن مقيدة ضد “مجهول”) .

محاكمة علنية

وأدانت قوى الحرية والتغيير العنف والقمع العنيفين تجاه المتظاهرين قائلة إنه بلغ ذروته بقيام أحد ضباط الشرطة بالتصويب المباشر تجاه أحد المتظاهرين الأمر الذي ترتب عليه استشهاد الشهيد إبراهيم مجذوب وهي الحادثة التي تم توثيقها وتصويرها.

وشددت قوى الحرية والتغيير على ضرورة تقديم الضابط القاتل للمحاكمة العلنية المفتوحة أمام القضاء الطبيعي وليس أي قضاء خاص سواء كان عسكريا أو إداريا حتى ينال جزاءه العادل جراء هذا الجرم.

وأكدت على حق التظاهر والتجمع السلمي وترفض أية مبررات للافراط في القمع والعنف تجاه المتظاهرين، مشيرة إلى أن الحادث عزز قناعتها الراسخة بضرورة الإصلاح الامني والعسكري للقوات النظامية وعلى رأسها الشرطة وتأسيسها على عقيدة جديدة تقوم على احترام القانون وحماية وخدمة المواطن.

وقال محمد حسن عربي، على حسابه بفيسبوك، إن أخطر ما في هذه الماسأة هو ردة فعل الشرطي القاتل و رفاقه، عاد مزهوا إلى جنوده، تاركا الشهيد غارقا في دمائه كأنه اصطاد للتو جرذا، لم تحدثه نفسه بإسعافه ولا مساعدته فقد كان متأكدا أنه أنجز مهمة حصد الروح، ودخل وسط جنوده دون أن يتقدم أحدهم لتجريده من السلاح ووضع القيود على يديه، ولم يتحرك أي واحد منهم تجاه الشهيد لإسعافه وهي ردة فعل غريزية لأي إنسان طبيعى، وهو التصرف الاول الذي يتدرب عليه ناس البوليس وهو إسعاف المحتاج .

(نحن ما فينا قنبور)

ويرى أيمن خالد أن الضباط الكبار يتملصون من الصغار بعبارة
(تصرف فردي)!!
لكن لا يتصرف أي ضابط من غير تعليمات.. وختم، قائلا (نحن ما فينا قنبور).

وقال حمور زيادة: (أفهم أنو ده تصرف فردي لما أول ما يضرب رصاص زمايلو المعاهو يجو جارين عليهو يرموهو في الأرض ويقلعوا سلاحو ويعتقلوهو. ويشيلوهو مكلبش للقسم. ويجرو يشوفو الولد الاتضرب رصاص ويحاولو يسعفوهو).

كده يبقى ده زول متفلت، وارتكب جريمة فردية.

لكن زول في نص العساكر يطلع يضرب مواطن طلقة قدامم. ويلف يرجع عليهم بكل ثقة. والمواطن المضروب قدامم رصاص يشيلوهو مواطنين يجرو بيهو المستشفى، والعساكر واقفين يعاينو!

ويطلع بيان الشرطة يقول سمعنا في مواطن مات! مما يعني انو زمايلو ما قبضوهو، ولا بلغو عنو!

ثم لاحقا تجو تقولو اوبس حصل تصرف فردي؟

طيب التصرف المنهجي يكون كيف لو ما كده؟

عسكري يضرب زول رصاص قدام العساكر مافي زول يسألو! يبقى فردي؟

إعدام رميا بالرصاص

وكتب سيد الطيب (قبل ان يقوم ضابط الشرطة بإعدام الشهيد ابراهيم المجذوب رمياً بالرصاص، قام أولاً بشتمه وشتم والدته .

لم يكن إعدام ابراهيم رميا بالرصاص تصرف فردي كما قالت الشرطة  في بيانها وكما اعتادت بعد كل جريمة قتل بشعه.

كان ممكن الناس يصدقوا بيان الشرطة لو شافوا افراد الشرطة الآخرين جروا على زميلهم القاتل وقلعوا منو السلاح واعتقلوه

كان ممكن يكون تصرف فردي لو مافي جهة مسؤولة منو اخرجتوا لمظاهرة سلمية وهو مسلح بذخيرة حيه وحصانة تمنحه حق القتل واسترخاص دماء المواطنين.

كان ممكن يكون تصرف فردي لكن كلنا عارفين انو الجريمة دي نتاج ايدولوجيا وعقيدة فاسدة اتربت عليها القوات النظامية بمحاضرات في كلية الشرطة والكلية الحربية ومعسكرات التدريب تخبرهم ان المواطن مجرد (ملكي)

كلنا عارفين انو الجريمة دي نتاج فتاوى تحلل للقوات النظامية قتل الشباب بحجة انهم علمانيين وشيوعيين وعملاء ومخروشين وصعاليك او اي تهمه يحللوا بيها استرخاص الدم وازهاق الارواح.

اذا جلست مع قتلة الشهيد احمد الخير  لن تجدهم نادمين على قتله بتلك الطريقة البشعة.

واذا جلست مع الذي اعدم الشهيد دكتور بابكر لن تجده نادم على اعدامه لانه اسعف المصابين.

وطبقا لسيد لن يتوقف هذا القتل الممنهج وداخل الاجهزة النظامية والعدلية قتلة بعقيدة فاسدة وأيدولوجيا نتنة تجعلهم لا يتورعون في القتل بل يذهبون لاهل القتيل مرتدين جلباب الادارة الاهلية ومشايخ دين ويطلبون منهم العفو عن قاتل ابنهم الذي لم يندم على جريمته.

وخلال مراسم تشييع الشهيد، تعهد المتحدث باسم الأسرة باستمرار الثورة وتحقيق النصر سائلا الله أن ينتقم من القتلة.

عقل يستحق “البتر”

وبحسب مدني عباس  فإن الشرطي القاتل الذي امتدت يده لتنال من جسد  شجاع لم يحمل سوى صوته وقضيته لا يمثل حالة فردية أو جندي متهور بل يعبر عن عقل سائد داخل المؤسسات العسكرية والأمنية ، عقل مجرم يظن أنه سيقضي على الثورة إن قتل وأخاف الثوار، هذا العقل لا يجب إصلاحه بل يجب بتره بالكامل .

لا يستطيع هذا المجرم القاتل ومن خلفة أن يرفعوا أصواتهم دعك من أسلحتهم في وجه عصابات الحركة الإسلامية التي تتسربل بثياب المناطق والجهات وتحمل الأسلحة جهاراً نهاراً في الولايات ووصلت حتى أطراف الخرطوم ، فهم شركاؤهم في التآمر على الشعب وثورته .

لن ينال هذا القاتل وغيره سوى الكوابيس، حتى ينال جزاءه المحتوم في مفاصل العدالة التي يستحقها ومن معه، أما الشهيد عليه رحمة الله ورضوانه فهو عند الكريم العدل، له المغفرة ولكل من قتل أو أمر بالقتل أو تواطأ عليه عذاب الشعب وغضب الرب.

 

استقصائي عمار سليمان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *