معلومات التواصل

السودان،الخرطوم،الرياض

متواجدون على مدار الساعة

 

اعتبر محللون وساسة أن اضطرار الجيش لنفي حديث محمد علي الجزولي حول رفض المكون العسكري للحل السياسي، يشير إلى وجود تيارين داخل المؤسسة العسكرية أحدهما يدعم عودة الإسلاميين للسلطة والآخر رافض لها.

وقال الناطق الرسمي باسم الحرية والتغيير شهاب الدين إبراهيم لـ”استقصائي” إن ما يدعم النظام البائد هو تيار داخل المؤسسة العسكرية يسعى جاهدا لإعادة الإسلاميين للسلطة  وهم من يعملون ضد الوصول إلى حل سياسي ينهي الانقلاب وبالتالي محمد على الجزولي يعبر عن هذا التيار.

وطبقا لشهاب فإن هنالك تيارا آخر يبحث عن حلول للخروج من الأزمة ويرفض عودة الإسلاميين، مشيرا إلى أن حديث الجزولي  أحرج البرهان والمؤسسة العسكرية كلها  وكان لا بد أن  من نفيه ببيان من التيار الذي يريد  إيجاد حل سياسي.

وقال الناشط السياسي ياسين صلاح الدين لـ”استقصائي” من الملاحظ أن المؤسسة العسكرية بعد خطاب البرهان في يوليو الماضي والذي صرح فيه بخروج المؤسسة العسكرية من العملية السياسية لم تدل بأي تصريحات رسمية في الشأن السياسي.

تشويش

وأضاف أن حديث محمد علي الجزولى يعد محاولة لخلق تشويش على الرأي العام بأن الجيش غير راغب في الاتفاق السياسي وأن تحفظاته على نقاط متعلقة بمستقبل قائد الانقلاب، لذا قررت المؤسسة العسكرية بأن ترد على هذا الحديث نافية له ومؤكدة التزامها بقرارات قائد الجيش. خاصة وأنه تجري الآن عملية سياسية تحت رعاية ووساطة الآلية الثلاثية من المتوقع أن تفضي إلى اتفاق سياسي ينهي الانقلاب ويعيد مسار الانتقال المدني الديمقراطي.

وكان  الجيش السوداني قد نفى تواصل قائده العام عبد الفتاح البرهان، مع رئيس حزب «دولة القانون» محمد علي الجزولي، الذي أعلن سابقاً انتماءه لتنظيمات إسلامية محظورة.

وقال الجيش في بيان صحافي نشره أمس، إنه لم يتم أي اتصال مباشر أو هاتفي بين البرهان والإسلامي المتشدد محمد علي الجزولي أو أي شخص آخر، وأن الاتصال لم يتم بالطريقة التي ذكرت، وكانت تنظيمات محسوبة على نظام الإسلاميين نظمت السبت الماضي مظاهرة أمام بعثة «يونيتامس»، للمطالبة بطرد البعثة ورئيسها فولكر بيرتيس، وخلالها قال عدة متحدثين إن تنظيم المظاهرة جاء استجابة لطلب رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وهو ما نفاه بيان الجيش السوداني.

وكان الجزولي قد طالب البرهان بعدم الاستجابة للضغوط الدولية والإقليمية، ودعاه لمواجهتها وعدم تسليم السلطة لتحالف المعارضة «الحرية والتغيير»، وطلب منه الاستقالة في حال فشله في مواجهة تلك الضغوط أسوة بقائد الجيش السابق عوض ابن عوف، الذي أجبر على الاستقالة بعد يوم واحد من إقالته للبشير.

آليات للمقابلات

وإن هناك آليات محددة لتنظيم مقابلات واتصالات القائد العام، وتابع: «كل ما ورد من حديث على لسان محمد علي الجزولي لا أساس له من الصحة”.

وفي صفحته على موقع التواصل «فيسبوك»، قال الجزولي تعليقاً على بيان الجيش، إنه لم يذكر أنه «اتصل بالبرهان»، بيد أنه أشار إلى ما سماه وقوف الجيش على مسافة واحدة من الجميع، والتزامه ببيان قائده في يوليو الماضي، بالخروج عن العملية السياسية، وسخر من البيان قائلاً: “انظر الفقرة الثانية من بيان الجيش، ونسأل الله له الثبات على ذلك”.

وأوضحت القوات المسلحة، أن موقفها وموقف قائدها «معلن ولا يحتاج لتبيان جديد أو مزايدة سياسية»، وأن القائد العام أعلن في يوليو الماضي انسحاب القوات المسلحة من المشهد السياسي إذا توافقت القوى السياسية، وحذرت مما أطلقت عليه «الزج بها في المعترك السياسي واستخدامها وسيلة في المدافعة والاستقواء السياسي بالبلاد»، ودعتها لتوحيد جهودها لإنقاذ البلاد من حالة التشرذم والتشظي «التي تعيشها وتهدد أمنها واستقرارها وتماسكها الاجتماعي”.

  إدريس عبدالله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *